«عدوان بلا هوادة».. تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على جنوب قطاع غزة

في مشهد يتكرر بفظاعة متزايدة، يتواصل العدوان الإسرائيلي العنيف على قطاع غزة، مع تكثيف الغارات الجوية والمدفعية وارتفاع وتيرة استهداف الأحياء السكنية، خاصة في جنوب القطاع.
وأكد مراسل "القاهرة الإخبارية" بشير جبر، في مداخلة مباشرة من خان يونس، أن الخارطة العسكرية لعمليات الاحتلال بدأت تتبلور بشكل واضح، وسط مؤشرات مقلقة على وجود نية لإعادة تقسيم جغرافي للقطاع.
خريطة عدوان جديدة
قال جبر، خلال ظهوره مع الإعلامي أحمد بشتو على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن الجيش الإسرائيلي يركز عملياته العسكرية على محاور معينة توحي بخطة لإحداث تغييرات في البنية الجغرافية لغزة، مشيرًا إلى أن الاستهداف المكثف في تلك المناطق يتجاوز مجرد الضغط العسكري، ليأخذ طابعًا استراتيجيًا يهدد الكيان السكاني للقطاع.
وأوضح أن هذا النمط من العمليات يعكس تصعيدًا نوعيًا في سياسة الاحتلال، حيث يتم قصف متكرر لنفس المواقع بصورة ممنهجة، مما يشير إلى نية تدمير شامل لمناطق محددة وتحويلها إلى أراضٍ خالية من السكان.
عمليات "نسف ممنهج"
وأشار جبر إلى أن مدينة رفح تشهد أعنف الهجمات حاليًا، واصفًا الوضع هناك بأنه "كارثي بكل المقاييس"، قائلاً: "الاحتلال استخدم محور موراج لفصل رفح عن باقي محافظات القطاع، ما يعكس نية واضحة لعزل المدينة واستهدافها بشكل مركز".
وأضاف أن القوات الإسرائيلية تواصل تنفيذ عمليات "نسف ممنهج" للأحياء السكنية، في محاولة واضحة لطمس المدينة عن الخريطة، وهو ما يتسبب في سقوط أعداد متزايدة من الشهداء والمصابين بشكل يومي، وسط عجز تام في الخدمات الطبية والإنسانية.
المدنيون في مرمى النيران
لم تقتصر عمليات القصف على رفح، حيث أكد جبر أن مناطق شرق خان يونس تتعرض أيضًا لقصف عشوائي متواصل من الطائرات المروحية والمدفعية الثقيلة، مما أدى إلى تدمير واسع للمنازل والأراضي الزراعية، وتسبب في نزوح جماعي للسكان باتجاه مناطق أقل خطرًا، وإن كانت لا تخلو من التهديدات.
وأشار إلى تكامل الهجوم الإسرائيلي عبر البر والجو والبحر، حيث تشارك الزوارق الحربية في قصف الشريط الساحلي للقطاع، في مشهد وصفه بأنه "عدوان شامل لا يفرق بين مدني ومقاتل، ولا يستثني بيتًا أو مؤسسة".

استهداف مدرسة للنازحين
في واحدة من أكثر الجرائم دموية، أفاد جبر بأن طائرات الاحتلال شنت غارة فجر اليوم على مدرسة كانت تؤوي نازحين، مما أدى إلى استشهاد عشرة مدنيين على الفور، معظمهم من الأطفال والنساء؛ هذه الجريمة تعكس مستوى الانتهاك الفاضح للقانون الدولي والإنساني، وتسلط الضوء على الاستهداف المتعمد للبنى التحتية المدنية ومراكز الإيواء.
اختتم جبر حديثه بالتأكيد على أن ما يجري في غزة هو عملية "إبادة تدريجية" تجري على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، في ظل صمت مخزٍ وعجز دولي عن التدخل لوقف آلة القتل، مشددًا على أن الساعات القادمة تنذر بمزيد من التصعيد، ما لم يتحرك العالم لوقف هذه الكارثة الإنسانية المتواصلة.