خالد الجندي: «البعث» في القرآن يحمل معاني تتجاوز الموت والنوم

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن اختيار لفظ "البعث" في قوله تعالى: "وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم" لم يأتِ عبثًا، بل يعكس عمقًا بلاغيًا وتربويًا في القرآن الكريم، حيث يتجاوز معناه التقليدي المرتبط بالإحياء بعد الموت، ليشمل مفاهيم متعددة مثل الإيقاظ من النوم، والإرسال، والتكليف، والتعليم.
جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال"، من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة DMC، اليوم الأربعاء.
وأوضح الجندي أن “الله عز وجل قال: (وكذلك بعثناهم)، ليشير إلى أن النوم والموت وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يمكن أن يُطلق عليه لفظ "البعث"، مستشهدًا بقوله تعالى: "وهو الذي يتوفاكم بالليل"، وقوله في سورة الزمر: "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها".
وأضاف أن "القرآن الكريم يستخدم لفظ البعث في أكثر من سياق، منها: بعث الأنبياء، كما جاء في الصلاة على النبي: اللهم صل على المبعوث رحمة للعالمين، وكذلك في قوله: فبعث الله غرابًا، والتي تعني أرسل. وبالتالي، فالبعث يشمل: الإرسال، التكليف، الإيقاظ، والتعليم".
وتابع: "لفظ خدوم كده، شامل معاني كتير، فلما يقول تعالى: (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم)، دي مش مجرد صحوة جسدية، ده بعث فكري وروحي وقلبي عشان يبدأون يسألوا ويتفكروا ويتعلموا".
الالتزام بالأخلاق الحميدة
وفي سياق متصل، قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن أهمية التزام المسلم بالأخلاق الحميدة في تعامله مع الآخرين، مشيراً إلى حديث وارد في صحيح مسلم حول النهي عن لعن الدواب، وكيف أن الإسلام دعا إلى تجنب السباب والإهانة حتى للأشياء التي نستخدمها.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال تصريحات إعلامية سابقة: "وقد أورد الأثر الإمام مسلم رحمه الله عليه، في باب إيه؟ عارف باب إيه؟ في باب عنون له، العنوان بتاع الباب، الإمام مسلم أورد فيه الحديث ده، قال إيه؟ باب النهي عن لعن الدواب، يعني باب النهي إنك تشتم الحمار اللي أنت راكبه، أنك تشتم الحصان اللي أنت راكبه، أنك تشتم الجمل اللي انت راكبه، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها".
وتابع: "فتأمل، وتأمل محلاً بقى أو مكانه المستطيلة على إخوانه المتطاول عليهم في الأثر والسنة، في الصحيحين، عن طفيل بن عمر الدوسي، أنه قدم هو وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا – قبيلة دوس – عصت وأبت، عصت وأبت، فادعُ الله عليهم، فرفع النبي وتوجه إلى القبلة، يديه إلى السماء. قيل: الصحابة بيقولوا: هلكت دوس، خلاص دول ضاعوا بقي، ده النبي هيدعي عليهم، خلاص دول هيتحرقوا بجاز، خلاص انتهى، هلكت دوس، فإذا بالنبي يقول: اللهم اهدِ دوسًا، اللهم اهدِ دوسًا، وائتِ بهم".