من هي المرأة؟
«من هي المرأة؟» سؤال يشعل الخلاف السياسي في الحكومة البريطانية
في تعليق صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قالت الحكومة البريطانية إن الطريقة التي جرى بها التعامل مع النساء المدافعات عن الاعتراف بالجنس البيولوجي في إطار النقاشات العامة حول قضايا المتحولين جنسيًا، كانت "خاطئة بوضوح".
جاء ذلك بعد الحكم التاريخي الصادر عن المحكمة العليا، والذي أكد أن مصطلحي "امرأة" و"جنس" في قانون المساواة لعام 2010 يشيران إلى الجنس البيولوجي وليس الهوية الجندرية.
الحكومة البريطانية تعترف بالخطأ
أوضح المتحدث باسم داونينج ستريت أن بعض النساء اللواتي عبّرن علنًا عن موقفهن المؤيد لتعريف المرأة على أساس الجنس البيولوجي، لم يُعامَلن بشكل لائق، معتبرًا أن هذا خطأ واضح.
وأضاف أن رئيس الوزراء يؤمن بضرورة أن تُدار هذه النقاشات، كما جميع النقاشات الأخرى، بروح من الكرامة والاحترام المتبادل، مهما اختلفت الآراء.
ويأتي هذا الموقف في وقت يواجه فيه السير كير ستارمر انتقادات متجددة لتغييره الظاهر في الموقف من قضايا الهوية الجندرية، وهو موضوع أثار جدلًا داخل حزب العمال وخارجه.
وكان رئيس الوزراء قد أبدى في الماضي مواقف أكثر مرونة تجاه مسألة تعريف المرأة، إذ قال في مقابلة عام 2022 ، إن "النساء المتحولات جنسيًا هن نساء". إلا أنه عقب صدور حكم المحكمة العليا، صرح بأن "المرأة هي أنثى بالغة"، وهو تصريح فُسر على أنه تراجع عن موقفه السابق.
كما رحب ستارمر بالحكم الصادر عن المحكمة، ووصفه بأنه "خطوة إلى الأمام"، مؤكدًا دعمه لمبدأ تخصيص مساحات على أساس الجنس البيولوجي، كما هو وارد في بيان حزب العمال الانتخابي.
ستارمر يرفض الاعتذار
وفي سياق متصل، رفض ستارمر مطالبات بتقديم اعتذار للنائبة السابقة عن حزب العمال، روزي دافيلد، التي انتقدت بشدة سياسات الحزب بشأن قضايا المتحولين جنسيًا.
وكانت دافيلد قد انسحبت من الحزب في سبتمبر الماضي، على خلفية ما وصفته بـ"فضيحة الهدايا المجانية"، وأصبحت منذ ذلك الحين نائبة مستقلة. وعند مغادرتها، قالت إن ستارمر يعاني من "مشكلة مع النساء"، وإنه محاط برجال في محيطه القيادي لا يستمعون لأصوات النساء.
واتهمت كيمي بادينوخ، وزيرة الأعمال وزعيمة حزب المحافظين في البرلمان، السير كير بأنه "طرد" روزي دافيلد من حزب العمال بسبب مواقفها، وطالبته بتقديم اعتذار رسمي لها، خلال جلسة أسئلة رئيس الوزراء.
لكن ستارمر تهرّب من الإجابة المباشرة، مكتفيًا بالقول إنه يتعامل مع جميع القضايا على أساس الاحترام والكرامة للجميع، مهما اختلفت الآراء.
وكانت دافيلد قد أثارت الجدل في عام 2021، عندما صرحت بأن "النساء فقط هن من لديهن عنق رحم"، وهو ما انتقده آنذاك زعيم حزب العمال، واصفًا تصريحها بأنه "خاطئ".
غير أن ستارمر عاد وغير موقفه في أبريل 2024، قائلًا: "من الناحية البيولوجية، هي محقة في ذلك بالطبع".
وعلى خلفية هذا التحول في المواقف، وصفت الكاتبة البريطانية الشهيرة، جي كي رولينج، رئيس الوزراء بأنه "جبان"، متهمةً إياه بعدم القدرة على قول الحقيقة إلا بعد أن صدر حكم المحكمة.
