عاجل

لماذا أخرجت السوشيال ميديا أسوأ ما فينا ؟".. رد صادم من نيفين حسني

الدكتورة نيفين حسني
الدكتورة نيفين حسني

في ظل تنامي ظاهرة الابتزاز الإلكتروني والانفلات السلوكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحذّرت الدكتورة نيفين حسني، استشاري علم النفس الرقمي، من الاستخدام الخاطئ والمتصاعد لمنصات "السوشيال ميديا" بين فئة كبيرة من الشباب، مؤكدة أن هذا السلوك لا يرتبط بالمنصات ذاتها بقدر ما يعكس خللًا تربويًا وأخلاقيًا نشأ من داخل البيوت.

ظاهرة الابتزاز تتفشى 

وخلال استضافتها في برنامج "الستات" على قناة النهار، أوضحت حسني أن هناك موجة مقلقة من قيام بعض الشباب بالتقاط صور لأصدقائهم أو معارفهم بغرض استخدامها في أعمال ابتزاز، سواء للحصول على أموال أو لتحقيق أهداف غير مشروعة مثل فرض علاقات عاطفية خارج نطاق القانون والدين.

وقالت: "المشكلة الأكبر أن هذه التصرفات لم تعد حالات فردية، بل أصبحت سلوكًا متكررًا بين بعض الفئات، وهو ما يهدد تماسك المجتمع ويضرب القيم الإنسانية في العمق".

البيت هو المصدر الأول 

في تحليلها لأسباب هذه الظاهرة، أكدت الدكتورة نيفين حسني أن المشكلة لا تكمن في أدوات التواصل الحديثة، بل في غياب التوجيه والتربية السليمة داخل الأسرة، مضيفة: "ليست السوشيال ميديا هي السبب الحقيقي، بل الأزمة تبدأ من البيت، حين يفشل في إخراج شاب محترم، متدين، وقادر على التمييز بين الخطأ والصواب".

وأشارت إلى أن الفراغ العاطفي والتفكك الأسري والأزمات المتكررة داخل البيوت تؤدي إلى ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وهو ما يدفع بعض الشباب للبحث عن طرق خاطئة لإثبات الذات أو السيطرة على الآخرين.

غياب الرقابة يفاقم الأزمة

وأضافت حسني أن غياب الرقابة الأسرية والمجتمعية يُعد من أبرز الأسباب في تفشي الظواهر السلبية عبر الإنترنت، موضحة أن ترك الأبناء دون متابعة حقيقية أو دون تقديم النموذج السلوكي الإيجابي، يؤدي إلى انخراطهم في سلوكيات خاطئة، مثل التجسس والابتزاز ونشر الشائعات.

وشددت على أن الرقابة لا تعني التقييد، بل تعني المتابعة الواعية والنقاش البناء والتربية بالقدوة، داعية الآباء والأمهات إلى الانخراط في حياة أبنائهم الرقمية بنفس القدر من الاهتمام الذي يولونه لحياتهم الواقعية.

<strong>برنامج الستات</strong>
برنامج الستات

دور الإعلام والمدرسة 

كما دعت حسني إلى ضرورة تفعيل دور الإعلام والمدارس في التوعية بالمخاطر النفسية والسلوكية للاستخدام غير السوي للتكنولوجيا، مشيرة إلى أن التربية الحديثة لا بد أن تشمل التأهيل الرقمي، وغرس مفاهيم المسؤولية والأمانة في التعامل مع الآخرين إلكترونيًا.

وأكدت أن هناك حاجة ماسة إلى تدريس مفاهيم المواطنة الرقمية داخل المؤسسات التعليمية، وفتح حوارات مجتمعية جادة حول آداب استخدام التكنولوجيا، لا سيما في زمن أصبحت فيه الحدود بين العالم الواقعي والافتراضي شبه منعدمة.

وفي ختام حديثها، شددت استشاري علم النفس الرقمي، على أن السبيل الوحيد لإنقاذ الأجيال القادمة من مخاطر العالم الرقمي هو العودة للأساسيات: تربية قائمة على الحوار، والقدوة، والقيم الدينية والإنسانية، مؤكدة أن العالم الرقمي لن يكون آمنًا ما لم نُنشئ إنسانًا سويًا قادرًا على استخدامه بإيجابية ومسؤولية.

تم نسخ الرابط