"شكرًا لك".. الفاتيكان ينقل آخر كلمات البابا الراحل فرانسيس

في مشهد مهيب يطغى عليه الحزن والاحترام، أعلن الفاتيكان، الثلاثاء، أن البابا فرنسيس توفي في الساعات الأولى من صباح الإثنين، بعد إصابته بنوبة قلبية مفاجئة، وذلك عقب يومٍ من ظهوره الأخير أمام الجماهير في ساحة القديس بطرس، حيث شارك في إحياء عيد الفصح رغم حالته الصحية المتدهورة.
وفي تفاصيل مؤثرة من اللحظات الأخيرة لحياة الحبر الأعظم، كشف الفاتيكان أن البابا وجّه شكره في كلماته الأخيرة لممرضه الشخصي، ماسيميليانو سترابيتي، الذي شجّعه على المشاركة في جولة الأحد، قائلاً له: "شكراً لك على إعادتي إلى الساحة". كان البابا متردداً في البداية بسبب ضعف جسده، وسأل ممرضه: "هل تعتقد أنني أستطيع تحمّل ذلك؟"، قبل أن يطمئنه الأخير، ليصعد البابا إلى العربة البابوية ويلوح للحشود التي بلغ عددها أكثر من 50 ألف شخص.
وقد أبدى البابا فرنسيس، رغم معاناته الجسدية، دفئًا إنسانيًا كبيرًا خلال تلك الجولة، إذ توقف ليعانق الأطفال ويبارك المؤمنين في لحظة ستُسجل كوداع رمزي لشعبه.
بعد عودته إلى مقر إقامته، تناول العشاء بهدوء، وظهرت عليه أولى علامات التعب عند الساعة 5:30 صباحاً، قبل أن يدخل في غيبوبة لم يفق منها، ويلوح بيده مودّعاً ممرضه، وفقًا لشهادات من حضروا وفاته، التي أكد الفاتيكان أنها كانت "سريعة وبدون ألم".
من المقرر أن تُقام مراسم جنازة البابا يوم السبت المقبل، في تمام الساعة العاشرة صباحاً بتوقيت روما، بساحة القديس بطرس، وسط حضور قادة دينيين وسياسيين من أنحاء العالم.
إرث إنساني
أثارت وفاة البابا فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يتولى السدة البابوية، موجة من ردود الفعل المؤثرة حول العالم. فقد نعاه قادة دينيون وسياسيون من مختلف الديانات والانتماءات، واعتبروه رمزاً للحوار، والدفاع عن الفقراء، والمصالحة بين الشعوب.
الرئيس الأمريكي أعرب عن "حزنه العميق"، واصفاً البابا بأنه "صوت ضمير عالمي"، بينما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "البابا فرنسيس عمل على بناء الجسور بين الثقافات والأديان، وكان نصيرًا لا يتعب للعدالة الاجتماعية".
أما في الشرق الأوسط، فقد صدرت بيانات تعزية من الأزهر الشريف ومن بطريرك الكنيسة القبطية، عبّروا فيها عن التقدير العميق لمواقف البابا تجاه قضايا المنطقة، وخصوصاً فلسطين، واللاجئين، والحوار المسيحي الإسلامي.
ويُذكر أن البابا فرنسيس سيظل في الذاكرة العالمية كصوت قوي للسلام، ووجه إنساني في عالم مضطرب، رحل بصمت بعد أن مدّ يده ليلمس قلوب ملايين من المؤمنين وغير المؤمنين على حد سواء.