عاجل

"عابد "يتحدى البطالة.. ويحول دولاب بيتهم لمشروع فى كفر الشيخ

عابد أثناء عمله وتقديم
عابد أثناء عمله وتقديم الساندويتشات للمواطنين

لم يستسلم "عابد "  ابن محافظة كفرالشيخ لظروفه وما عصفت به الأيام من تحديات ومشكلات ولم يترك نفسه فريسة لشبح البطالة  ؛ بل صعد فوقها جميعا ليشق لنفسه طريقا للعمل والكد وقام بتحويل " دولاب " منزله لمشروع يفتح له بابا لرزق جديد يساعده فى الانفاق على اسرته وأشقائه البنات فهو عائل الأسرة بعد انفصال والده ووالدته .

كفاح شاب

 

" عابد درويش " ابن محافظة كفرالشيخ الذى يبلغ من العمر 20 عاما ويدرس بالفرقة الثالثة كلية الشريعة والقانون بجامعة دمنهور ؛ يقول تعددت الأعمال التى التحق بها لينفق على اسرته ؛ فقد بدأ رحلة كفاحه والخروج للعمل منذ صغره وهو فى الصف الرابع الابتدائى وعمل بالكثير من المهن موضحا أنه عمل فى ورشة كسروجى للسيارات وقد أجاد عمل  تجديد فرش السيارات ؛ وانتقل للعمل فى سوبر ماركت ؛ كما عمل فى صيدلية ومحل ملابس ومطبعة وفرن مخبوزات ومصنع لتعبئة الزيت والسكر ومصنع مراتب ؛ ولكن لضعف الراتب حاول مساعدة نفسه ودرس تمريض خاص وظل يعمل مع أحد أطباء الجراحة لمدة 6 سنوات ولكن لضعف الراتب وعدم الموافقة على زيادة أجره وكثرة  نفقاته والتزاماته ترك هذا العمل وظل يفكرويشاركه أصدقائه حتى استقر على فكرة " عربة ساندويتشات " .

 

فضل " ابن كفرالشيخ "  البدء بتنفيذ مشروعه الخاص ليستطيع مساعدة أسرته والانفاق عليها والوفاء بكافة التزاماتهم وايجار المنزل ومصاريف دراستهم قائلا "عاوز أعملهم اللى والدى معرفش يعمله " ؛ موضحا أن والداته منفصلة عن والده منذ سنوات ونخاف عليها لأن لديها ظروف صحية ولا تستطيع العمل والتعرض لاشعة الشمس لاصابتها " بمرض الصدفية " لكنها تساعد ايضا فى الانفاق علينا من خلال " الهاند ميد ؛وعمل بعض المشغولات اليدوية والعرائس وبيعها لأصحاب المحلات .

يعشق الطبخ

اختار"عابد " مشروع "عربة السندويتشات " لعشقه للمطبخ والطهو كما أنه يجيد عمل الفطائر والمخبوزات ؛ وجاءت فكرته بمزحة مع أصدقائه فقد ضاقت عليه الظروف ويحتاج لعمل يسدد عنه احتياجاته من نفقات مأكل وتعليم وايجار ومصاريف علاج والدته ؛ وبعدها تحولت المزحة لفكرة على أرض الواقع ولم تعرقل خطواته الثابته تكاليف شراء مثل هذا النوع من السيارات والذى بلغ 17 ألف جنيه ؛ وتردد على أحد النجارين الذى طلب منه 3000 جنيها ليصنع له نموذج يحاكى مثل هذه السيارات ؛ ولكن بسبب قلة الامكانات لم يقف مكتوف الأيدى وبدأ فى التجهيز لفكرته والاستعانة بدولاب يخص منزله  وقام بقصه ومر بمحاولات متكررة  لتشكيل نموذج عربة الطعام فليس لديه اى ادوات تساعده فى عمل ذلك وأخذ يبحث عن صاروخ لتقتطيع خشب الدولاب ولكن لم يقدم له أحد المساعدة واستعان بسكينة منشار  .. حتى نجح وصنع فى البداية صندوق كبيريضع به كل الخامات والادوات التى يحتاجها وبمجرد أن انتهى من عمل الصندوق تملكته بعض مشاعر الإحباط ولكن شجعه أصدقائه بالوقوف بجواره ومساعدته وأخذ يجهز فى مشروعه طيلة شهر رمضان حتى انتهى من اعمال النجارة والسنفرة والدهان والحدادة وخرجت العربة فى شكلها النهائى .

 

بدأ " عابد ابن كفرالشيخ " أولى انطلاقة له فى مشروعه فى أيام عيد الفطر المبارك ؛ واختار منطقة حيوية بجوار المسجد الكبير بالمدينة وكان أول أيام عمله وشهدت "عربة الطعام " والتى أطلق عليها "فرهضه " إقبالا كبيرا من الأطفال والاهالى الذين عجبهم فى البداية شكل الساندويتشات وبمجرد تذوقها أخذوا يطلبوا الواحد بعد الآخر ؛ كما عبر عن حرصه على النظافة التامة واستخدام أفضل الخامات وعرضها بأسعار تنافسية "على اد الايد " ؛ فأسعار السندويتشات تتراوح ما بين 15 و20 جنيها وحسب محتويات السندويتشات "حلو أو حادق " ؛ وتضم قائمة ساندويتشات " فرهضة " " السكلانس جبن " ؛ وحلاوة بالقشطة ؛ ومربى أو كراميل بالاوريو واللوتس "؛ واختار اسم " فرهضه " لأنه جديد وغير منتشر .

سبع صنايع 

يتمتع "عابد درويش " ابن محافظة كفرالشيخ بالعديد من المواهب ؛ فهو مطرب ومدرب مسرحى ومصمم ديكور ويحب القراءة  ؛ كما يقول المثل الشعبى " سبع صنايع ولكن البخت ليس ضائعا " فهو شاب رغم تحدياته ولكنه يبتسم للحياة ويملأه الأمل والرضا والتصميم والإرادة ليكون ؛ فهو نموذج مشرف للشباب ؛ كما لم يتوقف عن القراءة خلال ساعات عمله على " عربة الساندويتشات " فكلما كان لديه وقت أخذ روايته وظل يقرأ بها حتى تأتى له الزبائن وبمجرد أن يقدم لهم ما يحتاجونه وينتهى يعاود القراءة من جديد ؛ ويقول " مطرب ومدرب مسرحى ومصمم ديكور هى هوياتى التى اعشقها وتمثل لى الحياة " .

وأضاف أنه يشارك ضمن الفريق المصرحى التابع لقصور الثقافة والذى شارك فى الكثير من المسابقات وحققوا خلالها المراكز الاولى على مستوى الجمهورية  وفازوا ب 15 جائزة على عرض مسرحى خلال العام الماضى ؛ كما قدموا الكثير من العروض على مسارح شهيرة بعدة محافظات ومنها " مسرح أم كلثوم " و" عبدالمنعم جابر " وغيرها ؛ كما قدمنا عروضا مسرحية مجانية للجمهور بقصور الثقافة والتى نالت اعجاب واقبال الجماهير من مختلف الاعمار؛ وقال : فى أحد الأيام كان عندنا عرض مسرحى ومكنش فى ديكور مجهز للعرض ؛ جلست طوال الليل أرسم تصميمات مناسبة حتى انهيتها وانبهروا بها  .

 

 

مشروعى يكبر .. وأريح أمى

ويتمنى " عابد " أن يحظى مشروعه بالرواج الكبير ويصبح أحد أكبر وأشهر المطاعم وعلى المستوى التعليمى يحلم بالتخرج من كلية الشريعة والقانون والحصول على درجتى الماجستير والدكتورة  ويستطيع أن يلبى احتياجات والدته ويكون سببا فى رحتها وعدم عنائها ويقدم نموذجا مشرفا وقدوة لأشقائه البنات ؛ قائلا  " باتمنى مشروعى يكبر واحصل على  درجة الماجستير والدكتوراة  ، ونفسى أريح والدتى وأعمل حاجة تشرف اخواتى البنات وأكون قدوة ليهم يتشرفوا بيها ؛  واسير بمقولة وشعار "اجعل من يراك يدعو لمن رباك " ؛ والحمد لله على السمعة الحلوة وحب الناس ".

تم نسخ الرابط