عاجل

وفاة الفنان والمخرج المسرحي عبد المنعم عيسى عن عمر ناهز الـ77 عامًا

عبد المنعم عيسي
عبد المنعم عيسي

أعلن الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، وفاة الفنان والمخرج المسرحي القدير عبد المنعم عيسى، عن عمر ناهز الـ77 عامًا، بعد رحلة فنية امتدت لعقود من الإبداع والتأثير في المشهد الثقافي والفني المصري والعربي، وقدّم الدكتور زكي تعازيه الحارة إلى أسرة الفقيد ومحبيه، داعيًا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

وحرص الفنان القدير محمد صبحي على ناعيه حيث كتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك " إنّا لله وإنّا إليهِ رَاجعُون

وداعاً صديقي المخلص كما كنت في هاملت صديقه الوفي .. وداعاً تلميذي وصديقي عبد المنعم عيسي .. وداعاً فراقك مزق روحي والذكريات تتوالي .. أدعو الله لك بالرحمة وأن يغفر لك ولإسرتك الصبر والسلوان الزوجة والأبناء احمد و أميرة حبيبتي .. مازال صوتك يقول في أذني وداعاً أميري الحبيب هاملت "

 

نبذة عن عبد المنعم عيسي 

وُلد عبد المنعم عيسى في العاشر من يناير عام 1948، وتربى على حب المسرح والفنون، فكان منذ بداياته شغوفًا بالخشبة وبأنفاس الجمهور التي تشكل روح العرض الحي. امتلك حضورًا فنيًا متفردًا، جعله يتألق كممثل أولًا، ثم كمخرج مسرحي أضفى على العروض التي قدمها بعدًا إنسانيًا عميقًا، وفهمًا فنيًا رصينًا.

برز اسمه في عدد من الأعمال التي لا تزال محفورة في الذاكرة الفنية، من أبرزها مشاركته في مسرحية "هاملت" عام 1978، التي تعد من علامات المسرح الكلاسيكي المعاصر، حيث أبدع في نقل الصراع الإنساني المعقّد الذي جسدته شخصية هاملت، ضمن رؤية إخراجية تمزج بين الحداثة وروح النص الأصلي. كما شارك في مسلسل "على هامش السيرة" عام 1978، المأخوذ عن السيرة الذاتية للأديب الكبير طه حسين، ومسلسل "أديب" عام 1982، الذي عكس تنوع أدواته وقدرته على التلون الفني بما يناسب طبيعة الشخصية الدرامية.

 

لكن عبد المنعم عيسى لم يكن مجرد فنان يؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كان قارئًا دؤوبًا للنصوص، ومحللًا نفسيًا للشخصيات التي يتقمصها أو يوجّه أداءها من خلف الكواليس. لقد امتلك حسًا إنسانيًا رفيعًا، جعله يقترب من كل شخصية بما تحمله من ملامح، وانفعالات، وتناقضات، ليخرجها إلى الجمهور في صورة نابضة بالحياة.

طوال مسيرته الفنية، تعاون الراحل مع كبار نجوم المسرح والتلفزيون، وكان شاهدًا ومشاركًا في تحولات المشهد الفني في مصر، من المسرح الكلاسيكي إلى التجريبي، ومن الدراما التقليدية إلى الطروحات الحداثية. وظل على الدوام حريصًا على أن تكون مشاركاته الفنية محمّلة بالرسائل، ومستندة إلى رؤية واضحة، تُعلي من قيمة الفن كأداة للتنوير والتغيير.

إن رحيل عبد المنعم عيسى لا يمثل فقط خسارة لفنان كبير، بل هو وداع لأحد أعمدة المسرح العربي، وأحد الوجوه التي ساهمت في تشكيل وجدان أجيال من المتابعين والمحبين للفن الحقيقي. سيبقى أثره خالدًا في ذاكرة المسرح والتلفزيون، وفي قلوب كل من عمل معه أو تتلمذ على يديه أو شاهد إبداعه عن قرب.

تم نسخ الرابط