ضربات داخلية وضغوط دولية تهدد مستقبله... هل هي نهاية حزب الله؟

في ظل التحولات السياسية والأمنية التي يشهدها لبنان والمنطقة، يواجه حزب الله اللبناني تحديات غير مسبوقة تهدد مستقبله السياسي والعسكري، بعد سنوات من القوة استطاع فيها أن يفرض نفسه، مستفيدًا من دعم إقليمي ودولي خاصة من إيران، ومع ذلك، فإن الآونة الأخيرة شهدت تطورات دراماتيكية لا يمكن تجاهلها، فقد تعرض الحزب لضغوط متزايدة على كافة الأصعدة، داخليًا عبر تصاعد الاحتجاجات الشعبية والمطالبة بتغيير سياسي جاد، وخارجيًا عبر تصاعد المواقف الدولية التي تندد بنشاطاته وأجنداته الإقليمية.
تصريحات أمريكية حاسمة ضد حزب الله
أكدت نائبة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في تصريحاتها الأخيرة، أن الولايات المتحدة تضع خطوطًا حمراء واضحة لمنع حزب الله من العودة إلى ممارسة دوره المهيمن في لبنان، خاصة في الحكومة اللبنانية المقبلة، وقالت: "لقد انتهى عهد حزب الله في ترهيب اللبنانيين"، مشيرة إلى أن واشنطن لا تسمح للحزب بأن يكون جزءًا من الحكومة اللبنانية.
وشددت أورتاغوس على التزام الولايات المتحدة بدعم الحكومة اللبنانية الجديدة في مساعيها للقضاء على الفساد وإضعاف نفوذ حزب الله، وكذلك الشروع في الإصلاحات الاقتصادية اللازمة لتعافي لبنان.
هزيمة ميدانية وقيادات مفقودة
منيت قوات حزب الله بهزائم قاسية خلال المواجهات الأخيرة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي التي أسفرت عن فقدان العديد من قيادات الحزب من الصفين الأول والثاني، وتعد هذه الخسائر ضربة قاصمة للحزب، الذي كان يُعتبر القوة العسكرية والسياسية الأبرز في لبنان.
ورغم محاولات تشكيل حكومة جديدة بقيادة نواف سلام، إلا أن المشهد السياسي اللبناني لا يزال يشهد تعقيدات بسبب الشروط التي يفرضها حزب الله وحليفه رئيس البرلمان نبيه بري، مما يزيد من تعقيد عملية التأليف.
مواقف دولية
يدرس البرلمان الألماني إمكانية ملاحقة حزب الله دوليًا من خلال تشكيل "تحالف دولي" ضده، وذلك في إطار جهود ألمانية لحظر أنشطة الحزب، وفي مشروع قرار قدمه حزب "البديل من أجل ألمانيا"، تم التأكيد على أن حزب الله يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي بسبب أنشطته وأهدافه السياسية المتطرفة.
وأعرب المشروع عن ضرورة أن تسعى الحكومة الألمانية للحصول على دعم الأمم المتحدة لحظر أنشطة حزب الله على مستوى عالمي، في خطوة قد تشهد نجاحًا مع عضوية ألمانيا المنتظرة في مجلس الأمن الدولي بين 2027 و2028، كما دعا المشروع إلى تشكيل تحالف من الدول الراغبة في تقييد أنشطة الحزب ومنع أي دعم يتلقاه من جهات أخرى.
تتوالى الضغوط الداخلية والخارجية التي تحاصر حزب الله، مما يضعه أمام مفترق طرق حاسم، فبين الهزائم العسكرية المتتالية والمواقف الدولية المتشددة، يبدو أن الحزب في مرحلة حرجة قد تحدد مستقبله السياسي والعسكري، وفي ظل التغيرات الكبيرة التي يشهدها لبنان على المستوى الداخلي، تظل الأسئلة مشروعة حول ما إذا كان حزب الله سيتمكن من الحفاظ على نفوذه في الساحة اللبنانية أم أنه سيواجه فترة من التراجع والانحسار قد تكتب نهاية عصره الذي استمر طويلاً.