عاجل

كسر السقف الزجاجي ببطء.. كيف غيّر البابا فرنسيس وجه المرأة في الفاتيكان؟

المرأة في الفاتيكان
المرأة في الفاتيكان

المشهد كان حتى وقت قريب حكرًا على الرجال، وبخاصة رجال الدين، بدأت المرأة تجد موطئ قدمٍ لها داخل أروقة الفاتيكان، لم يكن ذلك التغيير وليد الصدفة، بل نتيجة مسارٍ حذِر رسمه البابا فرنسيس، الذي شغل منصبه منذ عام 2013، وعيّن نساء في مناصب لم تشغلها امرأة من قبل، وفتح أبوابًا مغلقة أمام مشاركتهن في القيادة، وإن ظل الطريق غير ممهد بالكامل.

 أول امرأة في منصب رئيس دائرة بالفاتيكان
 أول امرأة في منصب رئيس دائرة بالفاتيكان

إنجازات تاريخية

عام 2025 شكّل نقطة تحول مع تعيين أول امرأة في منصب رئيس دائرة بالفاتيكان، وأخرى على رأس حكومة دولة المدينة، إضافة إلى أول نائبة مدير للمكتب الصحفي، كما شهد الفاتيكان ارتفاع نسبة النساء العاملات من 17% في عام 2010 إلى 24% في عام 2019، وزيادة تدريجية في عدد النساء في مناصب قيادية متوسطة.

لكن رغم هذه القفزات، ما تزال النساء أقلية، لا سيما في المناصب العليا، فـ80% من مواقع اتخاذ القرار لا تزال بيد الرجال، ويُلاحظ أن التغيير كان بطيئًا ومصحوبًا بمقاومة داخلية، واجهها البابا حتى في التعيينات البسيطة.

نساء "مطيعات" أم صاحبات رأي؟

رغم اتهامات وجهتها نسويات بارزات بأن النساء المعينات تم اختيارهن بناءً على "الطاعة"، فإن بعضهن أظهرن استقلالًا، كتبت ماريا ليا زيرفينو مثلًا رسالة مفتوحة تدعو إلى تمثيل نسبي للنساء والعلمانيين في السينودسات، ورغم أن حلمها لم يتحقق بالكامل، إلا أنها كانت من أوائل النساء اللواتي مُنحن حق التصويت في اختيار الأساقفة.

كسر احتكار الرجال للتصويت

حتى عام 2015، كان التصويت في مجامع السينودس حكرًا على الكهنة الذكور، لكن منذ 2023، أصبحت النساء أعضاء مصوّتات، يُشكّلن نحو ربع الهيئة، هذه الخطوة، رغم المعارضة، فتحت الباب أمام مشاركة أكثر توازنًا، مع دعوات إلى المزيد، ويرجع الفضل في ذلك للبابا فرنسيس.

خدمة بلا كهنوت

ورغم فتحه الباب أمام مشاركة النساء في خدمات رسمية كالقارئات ومعلمات التعليم المسيحي، بقي البابا فرنسيس معارضًا ثابتًا لرسامتهن كشماسات أو كاهنات، دعا إلى الحوار، وأشرف على لجنتين لدراسة الموضوع، لكن لم يُعلَن عن نتائج حاسمة، ما فسره البعض كاستراتيجية لتأجيل القرار.

كما حذر من "التباهي بالذكورية" لدى النساء، إلى جانب تركيزه الدائم على أدوار المرأة كأم وزوجة، أثارت تساؤلات حول مدى تحرره من الثقافة الذكورية.

البابا والإرث المنتظر

في وصيته الأخيرة، لم يغفل البابا فرنسيس الإشارة إلى "التحول البطيء والمستمر"، لا يزال الإرث غير مكتمل، والفصل بين "السلطة المقدسة" و"الحكم الإداري" الذي دافع عنه في دستوره الكنسي لم يُطبّق بالكامل في القانون الكنسي.

يعتمد استمرار هذا التغيير على من يخلفه، وعلى استعداد الفاتيكان لاستيعاب النساء في أدوار تتجاوز الصورة التقليدية، وحده الزمن سيُحدّد إن كانت حبريته قد حطّمت "سقف الكنيسة الزجاجي الملوّن"، أم أنها مجرد بداية على طريق طويل".

تم نسخ الرابط