عاجل

إسرائيل تفشل في منع الزيارة

«الدولة الفلسطينية».. إسرائيل منزعجة من لقاء الرئيس الفلسطيني وأحمد الشرع

إسرائيل تفشل في منع
إسرائيل تفشل في منع الرئيس الفلسطيني

في تقرير يرصد مخاوف إسرائيل من زيارة الرئيس الفلسطيني إلى سوريا، ولقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، نشرت شبكة "Ynet" الإسرائيلية تقريرًا تحت عنوان "إسرائيل تفشل في منع زيارة عباس إلى سوريا". 

ووصف التقرير الزياردة بأنها خطوة نحو تمهيد الطريق نحو انطلاقة جديدة نحو إقامة الدولة الفلسطينية.

 

إسرائيل تفشل في منع الرئيس الفلسطيني

أشار التقرير إلى أن المسؤولون الإسرائيليون يبدون قلقًا متزايدًا من أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستفيد من التحولات الإقليمية الحالية من أجل تعزيز شرعية السلطة الفلسطينية الدولية والعمل على تحقيق تقدم في ملف إقامة الدولة الفلسطينية. 

واصفًا الزيارة بأنها خطوة تبدو إسرائيل مترددة في مواجهتها. ومشيرًا إلى أن القلق ازداد بشكل خاص بعد زيارة عباس لسوريا، والتي كانت الأولى من نوعها منذ أكثر من عقد. على الرغم من المحاولات الإسرائيلية لمنع هذه الزيارة، إلا أن عباس تمكن من تنفيذها في نهاية المطاف.

شكل اللقاء رفيع المستوى مع الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي عُقد في قصر الشعب بدمشق، لحظة نادرة من التواصل الفلسطيني السوري، وأشار إلى محاولة رام الله إعادة تقييم موقفها الدبلوماسي.

<span style=
إسرائيل تفشل في منع الرئيس الفلسطيني

قبل الزيارة، حاولت السلطات الإسرائيلية منع عباس من السفر إلى سوريا عبر الأردن من خلال عرقلة التصاريح الجوية الخاصة بالطائرات الأردنية. إلا أن المسؤولين الأردنيين أفادوا بأن الحكومة السورية وصفت إسرائيل بأنها "عدو" و"إرهابية"، مما أدى إلى رفض تقديم التصاريح اللازمة.

وفي وقت لاحق، أفادت مصادر مقربة من القيادة الفلسطينية بأن حسين الشيخ، الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، سعى للتفاوض مباشرة مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن الزيارة، لكن الرد الإسرائيلي كان واضحًا وقويًا: "إسرائيل ترفض زيارة عباس إلى دمشق، لأن القيادة السورية تُعتبر إرهابية". 

وعندما لم يفلح الحوار المباشر، قام الشيخ بمحاولة لإقناع الولايات المتحدة بالتدخل. وبعد مفاوضات دبلوماسية امتدت لـ12 ساعة، تمكن عباس أخيرًا من السفر إلى دمشق عبر الأردن.

 

رؤية الزيارة في إسرائيل 

يرى بعض المحللين أن الزيارة جزء من استراتيجية أوسع لتحريك السلطة الفلسطينية ضمن النظام الإقليمي المتغير. وأشار عبد الرحمن رياض، المحلل السياسي السوري، إلى أن هذه الزيارة تعكس إعادة ترتيب المواقف الفلسطينية في ضوء تغيرات التحالفات الإقليمية بعد سنوات من الصراع والانقسامات السياسية. 

فيما تعتبر تل أبيب تلك الزيارة – التي وصفت أنها ذات طابع رمزي – إشارة إلى نية السلطة الفلسطينية في تنويع تحالفاتها في منطقة تعيش حالة من الانقسام والتشرذم.

وأضاف الدكتور هاريل تشوريف، الخبير في الشؤون الفلسطينية بمركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب، أن عباس يسعى من خلال هذه الزيارة لبناء تحالفات جديدة، لا سيما في ظل رفض حماس نزع سلاحها. 

وبالتالي، فإن السلطة الفلسطينية تسعى إلى تعزيز مكانتها كسلطة شرعية في الضفة الغربية في مواجهة القوة التي تمثلها حماس في قطاع غزة. كما أشار إلى أن سوريا أصبحت لاعبًا مهمًا في تهريب الأسلحة إقليميًا، وبالتالي قد يسعى عباس للاستفادة من هذا النفوذ لصالح السلطة الفلسطينية بدلاً من دعمه لحماس.

<span style=
إسرائيل تفشل في منع الرئيس الفلسطيني

ورغم التوترات التي شهدتها العلاقة بين فتح والحكومة السورية في الماضي، مثل تلك التي نشأت خلال الحرب الأهلية اللبنانية ومجزرة تل الزعتر في عام 1976، يرى تشوريف، أن هذه الخطوة قد تخدم أهدافًا استراتيجية أوسع. 

فإذا تمكن عباس من إقناع شخصيات مؤثرة في النظام السوري مثل أبو محمد الجولاني بالتعاون مع السلطة الفلسطينية بدلاً من حماس، فقد يُعتبر ذلك بمثابة خطوة إيجابية بالنسبة للمجتمع الدولي، خاصة في واشنطن وبروكسل. ويمكن أن يُظهر عباس نفسه كبديل معتدل يدعو إلى دعم الدول الغربية.

وبالنسبة لبعض المراقبين، قد تُؤدي زيارة عباس إلى تشكيل جبهة فلسطينية موحدة، ولكن تشوريف، شدد على أن حماس وفتح لا يمكن أن يتعاونوا في الوقت الراهن. 

 

إسرائيل قلقة من الزيارة 

من الجانب الإسرائيلي، أثارت زيارة عباس العديد من التساؤلات والتكهنات. وأشارت الصحفية السورية كريمة السعيد، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قد يكونون قلقين من أن إعادة التعاون بين السلطة الفلسطينية وسوريا قد تعزز مكانة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللتين ترتبطان بسوريا وإيران. 

وقد يشكل هذا تحديًا لاستراتيجية إسرائيل المعتمدة على تفتيت المعارضة وتعطيل أي محاولات فلسطينية لتحقيق مكاسب في إطار التسوية السياسية. ومع ذلك، تبقى مبررات إسرائيل لمعارضة الزيارة غامضة. 

<span style=
إسرائيل تفشل في منع الرئيس الفلسطيني

وأوضح تشوريف، أن إسرائيل قد تكون قلقة من أن عباس، من خلال اكتساب شرعية دولية، قد يبدأ في التحرك بقوة أكبر نحو إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر لا ترغب إسرائيل في مناقشته في الوقت الحالي.

وفي النهاية، تشير زيارة عباس إلى محاولة مدروسة من القيادة الفلسطينية للحفاظ على مكانتها الدبلوماسية في وقت تتواصل فيه التحديات في عملية السلام وتوسع الاستيطان الإسرائيلي. 

وفي هذا السياق، يختبر عباس تحالفات جديدة، رغم المخاطر، وهو يسعى إلى زيادة نفوذ السلطة الفلسطينية في مواجهة تقلبات المنطقة.

تم نسخ الرابط