الذهب يقفز 33% منذ بداية العام.. هل يستمر الاتجاه الصاعد ؟

شهدت أسعار الذهب، اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، ارتفاعًا قياسيًا، حيث تخطى المعدن النفيس حاجز 3,500 دولار للأوقية للمرة الأولى، متأثرًا بحالة عدم اليقين الجيوسياسي والتوترات الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على الأسواق المالية.
ارتفاع الذهب وسط مخاوف اقتصادية وسياسية
وأرجعت شعبة الذهب هذا الارتفاع غير المسبوق إلى تصاعد المخاوف بشأن الخلاف المتزايد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأسهم والاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.
كما أن استمرار الصراع التجاري المحتدم بين الولايات المتحدة والصين زاد من حالة القلق في الأسواق العالمية، مما عزز الطلب على المعدن النفيس.

تداولات الذهب وتغيرات الأسعار
افتتح الذهب تعاملاته اليوم عند 3427 دولارًا للأوقية، مقارنة بسعر الإغلاق السابق عند 3424 دولارًا، ثم شهد ارتفاعًا حادًا ليصل إلى 3509 دولارًا قبل أن يبدأ في التراجع التدريجي، مسجلًا مستويات أقل من 3450 دولارًا خلال التداولات.
انعكاسات الارتفاع على السوق المصرية تأثرت السوق المحلية بشكل مباشر بهذه التقلبات العالمية، حيث سجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا، رغم استقرار سعر الدولار، مما يعكس تأثر السوق المصرية لحظيًا بالتغيرات في الأسعار العالمية بشكل مباشر.
توقعات سعر الذهب محليًا وعالميًا
وتعتبر أسعار الذهب في الاقتصاد العالمي من أهم الأسهم العالمية التي يتم على إثرها تحديد أغلب الأسعار في باقي السلع والموارد العالمية والمحلية، وفي الآونة الأخيرة لا يزال هناك تذبذبات واضحة وملحوظة بشكل كبير.
والسبب في تلك التأرجحات في الآونة الأخيرة هي الحروب والأزمات المستمرة في الدول الغربية والعربية وخاصة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة والصراع الروسي الأوكراني، مما انعكس بالسلب على كافة الأسهم الاقتصادية التي شهدت انقلابًا واسعًا رأسًا على عقب.
وليس فقط المعدن الأصفر هو من يتأثر بتلك الحروب والأزمات المستمرة، بل تلك الضربات القاسية تعود بالسلب على كافة المواد الغذائية وسوق البناء بأكمله وكذلك قيمة العملات الأجنبية الشرائية والبيعية في جميع البنوك، وهذا ينتج عنه الكثير من القلق والخوف المستمر تجاه المستقبل المجهول.
من ناحية أخرى جدد ترامب دعوته لخفض أسعار الفائدة على الفور، محذرا من أن الاقتصاد الأميركي قد يواجه تباطؤا، في حين انتقد موقف باول المتمثل في إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير لحين اتضاح تأثير خطط الرسوم الجمركية على التضخم.
وواجهت أسواق الأسهم الآسيوية صعوبة في الحفاظ على استقرارها بعد عمليات بيع سريعة للأصول الأميركية أدت إلى إضعاف وول ستريت والدولار.
واتهمت الصين واشنطن بإساءة استخدام الرسوم الجمركية وحذرت الدول من إبرام اتفاقيات اقتصادية أوسع مع الولايات المتحدة على حسابها، ويعتبر الذهب ملاذا آمنا في مواجهة حالة الضبابية الاقتصادية، وزاد قرابة 33 بالمئة منذ بداية العام.
وتترقب الأسواق تعليقات من عدة مسؤولين في مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا الأسبوع، على أمل الحصول على مؤشرات حول مسار السياسة النقدية وسط مخاوف بشأن استقلال البنك المركزي.