تعرف على آخر سؤال من بابا الفاتيكان لممرضته

أعلن “الفاتيكان” الإثنين، عن وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد أقل من شهر على خروجه من المستشفى الذي قضى فيه 5 أسابيع يصارع التهابًا رئويًا مزدوجًا.

وفاة بابا الفاتيكان

كان البابا الأرجنتيني الأصل قد أصرّ - بمساعدة ممرضته الشخصية ماسيميليانو سترابيتي - على القيام بجولة أخيرة بسيارة البابا لتحية المؤمنين في ساحة القديس بطرس خلال احتفالات عيد الفصح، رغم معاناته الصحية، وقال في كلماته الأخيرة لممرضته: "شكرًا لك على إعادتي إلى الساحة".

الظهور الأخير لـ بابا الفاتيكان وسط الحشود

في ظهوره العلني الأخير يوم الأحد، بدا البابا مرهقًا لكنه لم يتراجع عن أداء طقوسه. 

وأفادت "فاتيكان نيوز"، المنصة الإعلامية الرسمية للكرسي الرسولي، أنه سأل ممرضته قبل الخروج: "هل تعتقدي أنني قادر على القيام بذلك؟" فردت بطمأنته، ليقود البابا جولته الأخيرة محاطًا بهتافات عشرات الآلاف".

وفي فجر الاثنين، ظهرت أولى علامات التدهور الصحي، وعند الساعة 7:35 صباحًا، أُعلن عن وفاته رسميًا، مردفة: "وفاته كانت سريعة، دون معاناة، وهادئة تمامًا، كما عاش دائمًا".

البابا وممرضته.. علاقة إنسانية أنقذت حياته مرتين

لم تكن العلاقة بين البابا وسترابيتي اعتيادية، فقد أنقذت الممرضة حياته مرتين: الأولى حين أقنعته بالخضوع لجراحة معقدة في الأمعاء عام 2021، والثانية خلال إقامته الأخيرة في مستشفى "جيميلي"، حيث تدخلت بسرعة عند إصابته بنوبة تنفسية حادة في 28 فبراير، وأصرت على اتخاذ إجراءات طبية عاجلة.

وقد عُينت سترابيتي عام 2022 كمساعد شخصي صحي للبابا، بعد سنوات من العمل ضمن الفريق الطبي للفاتيكان ومع البابوين السابقين يوحنا بولس الثاني وبندكتوس السادس عشر.

تحضيرات الجنازة وإجماع الكرادلة

أعلن مجمع الكرادلة عن إقامة جنازة البابا فرانسيس يوم السبت المقبل في تمام الساعة 10:00 صباحًا بتوقيت روما، في ساحة القديس بطرس، بحضور أكثر من 300 ألف شخص متوقع، على أن يترأسها عميد المجمع الكاردينال جيوفاني باتيستا ري.

وسيُسجى جثمان البابا لمدة ثلاثة أيام في كنيسة القديس بطرس، لتتاح الفرصة للمؤمنين من مختلف أنحاء العالم لتوديع أول بابا من أمريكا اللاتينية.

وصيته الأخيرة ومكان دفنه

في وصيته، أوصى البابا فرانسيس بأن يُدفن في كنيسة القديسة مريم الكبرى، خارج الفاتيكان، أمام الأيقونة البيزنطية للسيدة العذراء التي كان يصلي أمامها بانتظام، وقد زار الكاتدرائية للمرة الأخيرة في 12 أبريل لتوديع الأيقونة التي كانت الأقرب إلى قلبه.

ردود الفعل الدولية

انهالت برقيات التعزية من قادة العالم، ووصف رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر البابا الراحل بأنه "بابا الفقراء والمظلومين"، فيما قال الملك البريطاني إنه "شخص أثر في حياة الملايين".

كما أعربت وزارة الخارجية الصينية عن تعازيها، مشيرة إلى "علاقات ودية بناءة" مع الفاتيكان في عهد البابا فرنسيس، مؤكدة استعدادها لتعزيز هذه العلاقات مستقبلًا.

ما بعد البابا فرنسيس.. نحو بداية جديدة

مع إعلان الوفاة، يبدأ العد التنازلي للمجمع المغلق لاختيار خليفة البابا الراحل، إذ من المقرر أن تنطلق الاجتماعات الرسمية خلال 15 يومًا، وسيجتمع الكرادلة في كنيسة سيستين في واحدة من أهم المحطات التاريخية في الكنيسة الكاثوليكية.