تباطؤ في النمو العالمي بفعل السياسات التجارية
صندوق النقد: رسوم ترامب تُشكّل «صدمة سلبية كبرى» للاقتصاد العالمي
أصدر صندوق النقد الدولي تحذيرًا حادًا من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تسببت في "صدمة سلبية كبرى" للاقتصاد العالمي.
وجاء ذلك بالتزامن مع استعداد وزراء المالية العالميين للاجتماع في واشنطن ضمن الاجتماعات الربيعية للمؤسسة الدولية.
وفي أحدث نسخة من تقرير الآفاق الاقتصادية العالمية، خفّض الصندوق توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 2.8% لعام 2025، أي أقل بـ0.5 نقطة مئوية من توقعاته السابقة في يناير.
تراجع حاد في نمو الاقتصاد الأمريكي والبريطاني
توقعات النمو شملت انخفاضًا في معظم الاقتصادات الكبرى، حيث خفّض الصندوق تقديراته لنمو الاقتصاد الأمريكي من 2.7% إلى 1.8%.
أما المملكة المتحدة، فتم تعديل توقعاتها من 1.6% إلى 1.1%، رغم ذلك، لا تزال بحسب الصندوق "أسرع الاقتصادات نموًا بين دول مجموعة السبع الأوروبية" خلال عام 2025، بحسب ما أكدته وزيرة الخزانة البريطانية رايتشل ريفز.
تصاعد في الحواجز التجارية وسط ضبابية مستقبلية
على الرغم من إعلان ترامب عن "وقف مؤقت" لبعض الرسوم الجمركية العقابية، أكد التقرير أن مستويات الحواجز التجارية العالمية وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ قرن.
ويُشير الصندوق إلى أن عدم وضوح المسار المستقبلي للسياسة التجارية سيؤدي إلى حالة من الترقب والانكماش الاستثماري في مختلف أنحاء العالم.
تداعيات استثمارية وتمويلية واسعة
قال صندوق النقد إن الشركات قد تبدأ بتقليص إنفاقها، بسبب "عدم اليقين المتزايد بشأن الوصول إلى الأسواق، سواء أسواقها أو أسواق عملائها ومورديها"، ما يدفعها إلى تقليص الاستثمارات وطلبات الشراء.
وأضاف أن المؤسسات المالية ستعيد النظر في منح الائتمان، مما سيؤدي إلى تضييق الشروط المالية وتراجع النشاط الاقتصادي.
تأثير مضاعف على الاقتصادات الناشئة
وحذّر الصندوق من أن الاقتصادات الناشئة ستكون الأكثر تضررًا، بسبب تراجع الظروف التمويلية العالمية، مما قد يصعّب عليها سداد ديونها الخارجية، في ظل احتمالات تقليص المساعدات الدولية.
دعوات لإصلاح النظام التجاري العالمي
كما شدد الصندوق في تقريره على ضرورة إصلاح منظومة التجارة العالمية، بما يضمن استفادة متكافئة للدول، ويعيد الاستقرار إلى الأسواق، موضحًا أن تصاعد النزعات الحمائية قد يخلّف أضرارًا طويلة المدى على النمو والإنتاجية، ويقوّض مناخ الثقة بين الشركاء التجاريين.
