تغريدة السفير الإيراني بشأن «سلاح حزب الله» تُشعل الجدل الدبلوماسي في بيروت

أشعلت تغريدة السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، التي نُشرت عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس» يوم الجمعة الماضي جدلًا دبلوماسيًا في بيروت، واعتُبرت تدخلًا مباشرًا في الشأن اللبناني، في خطوة نادرة الحدوث في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
نص التغريدة ومضمون الرسالة
وفي تغريدته، رأى السفير أماني أن «القدرة الردعية هي خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال»، محذرًا من خطورة الدعوات لنزع سلاح الفصائل المسلحة، ومعتبرًا أن ذلك يجعل الدول «عرضة للهجوم كما حدث في العراق وليبيا وسوريا»، على حد تعبيره.
ورغم عدم ذكر لبنان صراحة، اعتُبر مضمون التغريدة موجَّهًا ضمنيًا إلى الساحة اللبنانية في ضوء النقاشات المتجددة حول سلاح «حزب الله».
ونقلت مصادر دبلوماسية لبنانية اتخاذ وزير الخارجية والمغتربين اللبناني، يوسف رجي، قرارًا باستدعاء السفير الإيراني احتجاجًا على مضمون التغريدة، التي ألمح فيها السفير أماني إلى أن مشروع نزع السلاح هو «مؤامرة واضحة ضد الدول»، في توقيت يتزامن مع نقاشات لبنانية داخلية بشأن مستقبل سلاح «حزب الله» وحصر حمل السلاح في يد الدولة اللبنانية.
جدل داخلي وتحرّك سياسي
يأتي هذا التوتر في ظل تحركات سياسية داخلية يقودها الرئيس اللبناني جوزيف عون، الذي أكد مؤخرًا أن قرار حصر السلاح بيد الدولة «اتُّخذ بالفعل»، لكنه أشار إلى ضرورة انتظار «الظروف المناسبة» لتنفيذ ذلك القرار.
وتزايدت حدة النقاشات حول هذا الملف عقب زيارة المسؤولة الأمريكية مورجان أورتاجوس إلى بيروت مؤخرًا.
سوابق دبلوماسية مع طهران
وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان استدعاءات سابقة مع سفراء إيرانيين في بيروت، من بينها استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في عام 2023 بعد تصريحات لرئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف حول استعداد طهران للتفاوض بشأن القرار الدولي رقم 1701، واستدعاء آخر في عام 2021 بعد إساءة إعلامية بحق البطريرك الماروني بشارة الراعي.
اتهامات مستمرة بالتدخل
تجدر الإشارة إلى أن «حزب الله» لا يخفي دعمه السياسي والعسكري والمالي من إيران، بينما يرى خصومه في الداخل أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تمثل محاولات مستمرة للتدخل في السيادة اللبنانية، وتكريس نفوذ خارجي مرفوض.