نائب الرئيس الأمريكي يحذر: سنعيش أيام صعبة حال فشل تعاون الهند وواشنطن

صرح نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، اليوم الثلاثاء خلال زيارته للهند بأن إدارة دونالد ترامب تسعى إلى "إعادة توازن التجارة العالمية"، وأعلن أنه خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، "وضع الطرفان رسميًا اللمسات الأخيرة على بنود المفاوضات التجارية".
وقال فانس: "نريد أن نتعاون مع شعوب ودول تدرك أهمية المرحلة التاريخية التي نعيشها، وضرورة التكاتف وبناء نظام تجارة عالمية جديد تمامًا، نظام متوازن ومنفتح ومستقر وعادل".
مفاوض حازم
وأشاد فانس بمودي ووصفه بأنه "مفاوضٌ حازم"، وقال إن هذا هو السبب الرئيسي وراء احترام إدارة ترامب له. وأضاف أن الولايات المتحدة تريد تجارة "متوازنة ومنفتحة" و"عادلة تمامًا" مع شركائها.
وتابع: "إذا نجحت الهند والولايات المتحدة في العمل معًا، فسنشهد قرنًا واحدًا وعشرين مزدهرًا وسلميًا. لكن أعتقد أيضًا أنه إذا فشلنا في العمل معًا بنجاح، فقد يكون القرن الحادي والعشرون فترةً عصيبةً على البشرية جمعاء".
أهداف مشتركة
وأضاف نائب الرئيس: "ليس بالضرورة أن يكون شركاء أمريكا متشابهين تمامًا، ولا أن تتبع حكوماتنا نفس النهج تمامًا، ولكن يجب أن تكون لدينا أهداف مشتركة".
وتابع فانس: "هاجم النقاد رئيسي، الرئيس ترامب، لشنّه حربًا تجارية في الماضي سعيًا لاستعادة الوظائف، لكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، إنه يسعى إلى إعادة التوازن في التجارة العالمية حتى تتمكن أمريكا، مع أصدقاء مثل الهند، من بناء مستقبلٍ جديرٍ بالاهتمام لجميع شعوبنا معًا".
بيان مكتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
كما صرح مكتب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في بيان بأن فانس، التقى بمودي في مقر إقامته في نيودلهي، حيث "استعرض الزعيمان التقدم المحرز في مختلف مجالات التعاون الثنائي، وأشادا به".
وأضاف البيان أنهما "رحبا أيضًا بالتقدم الملحوظ" في مفاوضات اتفاقية التجارة المتوقعة بين البلدين.
وأفاد البيت الأبيض في بيان بأن، فانس ومودي حددا شروط المحادثات الجارية، "واضعين خارطة طريق لمزيد من المناقشات".
ويُعد ذلك مؤشرًا على أن المحادثات تتقدم، لكنها لا تزال بعيدة عن الاكتمال، على الرغم من أن مسؤولين من إدارة ترامب تحدثوا أيضًا مع نظرائهم من الهند، في إشارة إلى مستوى المشاركة العالي.
وصوّرت إدارة ترامب استراتيجيتها في فرض الرسوم الجمركية على أنها تُجبر على إجراء مفاوضات قد تُحدّ من نفوذ الصين، أكبر مُصنّع في العالم.
أكبر شريك تجاري للهند
تُعدّ الولايات المتحدة أكبر شريك تجاري للهند، ويجري البلدان حاليًا مفاوضات تهدف إلى إبرام اتفاقية تجارية ثنائية هذا العام. وقد وضعا هدفًا طموحًا يتمثل في مضاعفة حجم تجارتهما الثنائية إلى أكثر من الضعف ليصل إلى 500 مليار دولار بحلول عام 2030.
وفي حال تحقيق هذا الهدف، يُمكن أن يُعزز الاتفاق التجاري العلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل كبير، وقد يُعزز العلاقات الدبلوماسية أيضًا.
جاءت زيارة فانس الأولى إلى نيودلهي في ظلّ تعليق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجزئي لبرنامج الرسوم الجمركية على معظم الدول، بما فيها الهند. وفي وقت سابق من أبريل، أعلن ترامب عن تعليق لمدة 90 يومًا، تُفرض خلاله ضريبة أساسية بنسبة 10% على الواردات من معظم الدول، لإتاحة الوقت لإجراء محادثات وإمكانية هيكلة صفقات أوسع. وقد شارك ترامب شخصيًا في محادثات مع اليابان، لكن حجم الهند وإمكاناتها تُمكّنها من أن تُشكّل قوة موازنة للصين، المُنافس الرئيسي لنيودلهي في المنطقة.