حالات نادرة تتطور بسرعة مقلقة
لماذا يتدهور بعض المرضى في أقل من عام؟.. دراسة تكشف أسباب الزهايمر السريع

بينما يتسم مرض الزهايمر عادة بتدهور إدراكي تدريجي يمتد لسنوات، أظهرت تقارير طبية أن فئة صغيرة من المرضى تُصاب بما يُعرف بـ«الزهايمر سريع التقدم»، حيث تتدهور الحالة خلال عام واحد فقط من ظهور الأعراض، وصولاً إلى العجز الكامل في غضون عامين.
وتهدف دراسة جديدة تُجرى في «مايو كلينك» بالولايات المتحدة إلى فهم العوامل البيولوجية والوراثية الكامنة وراء هذا المسار السريع من المرض.
يقود الدكتور جريج داي، طبيب الأعصاب في مايو كلينك بولاية فلوريدا، فريقًا من الباحثين لدراسة الآليات البيولوجية للخرف السريع، ضمن مشروع بحثي ممول من المعهد الوطني للشيخوخة التابع للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة. وأكد الدكتور داي أن العوامل التي تفسّر هذا التدهور السريع لا تزال غير واضحة، ما يزيد من صعوبة التشخيص والمعالجة المبكرة.
تحليل بيولوجي وجينومي لـ 120 مريضًا
يعتزم الفريق جمع بيانات سريرية وجينومية من 120 مريضًا ينتمون إلى خلفيات متنوعة ممن تم تشخيص إصابتهم بالزهايمر السريع، ومقارنتها بنتائج حالات تعاني من الزهايمر النمطي البطيء. وتشمل الدراسة تحليل تأثير بروتينات «الأميلويد» و«تاو» السامة، والعوامل الوعائية الدماغية، بالإضافة إلى المتغيرات الاجتماعية والهيكلية، مثل العمر والنوع والسيرة المرضية.
تشريح ما بعد الوفاة
ستُستكمل الدراسة بتحليلات بروتينية واسعة النطاق للسائل الدماغي النخاعي لمجموعة مستقلة من المرضى، إضافة إلى مراجعة تشريحية لحالات مؤكدة. ويأمل الفريق في تحديد مؤشرات حيوية ومواقع علاجية جديدة تُسهّل التشخيص المبكر وتفتح الباب أمام علاجات موجهة.
إدماج التكنولوجيا لتوسيع نطاق المشاركة
في خطوة غير تقليدية، تعتمد الدراسة على التكنولوجيا الرقمية والتطبيب عن بُعد لإشراك مرضى من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، من خلال ما يُعرف بـ«التجارب السريرية اللامركزية». وتتيح هذه المبادرة للمرضى إجراء التقييمات الصحية من منازلهم، باستخدام تقنيات تشمل وحدات سحب عينات متنقلة، والخدمات الصحية عن بُعد، ما يسهم في إزالة العوائق الجغرافية واللوجستية.
إبطاء التدهور وتحسين جودة الحياة
قال الدكتور داي إن الهدف الأسمى للدراسة هو التوصل إلى طرق تشخيص وعلاج تتيح إبطاء تقدم المرض لدى جميع المصابين، سواء ظهرت لديهم الأعراض بشكل تدريجي أو سريع. وأضاف: «نأمل أن تقودنا نتائج أبحاثنا إلى ابتكار اختبارات وأساليب علاجية جديدة تحسّن حياة المرضى وعائلاتهم».