مصر تتجه لتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا عبر إيطاليا بمشروع الربط الكهربائي

في خطوة تعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة وتفتح آفاقًا جديدة لتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا، تستعد الشركة المصرية لنقل الكهرباء لتوقيع اتفاقية تعاون مع شركة "K&K" الإماراتية، لاستكمال الدراسات النهائية لمشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا، عبر كابل بحري يربط بين شبكتي البلدين.
ومن المقرر توقيع الاتفاقية خلال الربع الثالث من عام 2025، في إطار استراتيجية مصر للطاقة التي تركز على تعظيم إنتاج وتصدير الكهرباء النظيفة، خاصة مع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية لشبكة النقل الكهربائي.
مشروع استراتيجي بتكلفة 2.5 مليار دولار
بحسب مصادر رسمية، تبلغ تكلفة الدراسات النهائية للمشروع نحو 20 مليون يورو، تتحملها بالكامل الشركة الإماراتية، على أن تستغرق الدراسة أكثر من عام، تمهيدًا لتحديد التكلفة الإجمالية للمشروع، والتي يُتوقع أن تصل إلى 2.5 مليار دولار.
ويعد الربط الكهربائي مع إيطاليا أحد المشروعات الحيوية لتحقيق التكامل الإقليمي في مجال الطاقة، حيث يسهم في نقل الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة في مصر إلى أوروبا، ويعزز استقرار الشبكات الكهربائية، ويُسهم في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة.
استثمارات ضخمة وشراكات دولية
وأوضحت الشركة المصرية لنقل الكهرباء، في بيان رسمي، أنها نفذت خلال السنوات الماضية استثمارات ضخمة لتقوية وتحديث الشبكة القومية للكهرباء، لتكون قادرة على استيعاب الطاقة المتولدة من المشروعات المتجددة، سواء من الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
كما أبرمت الشركة عدة تعاقدات مع مطورين دوليين ومحليين لشراء الطاقة النظيفة وضخها في الشبكة، ما يُعزز فرص تصديرها مستقبلًا، خاصة في ظل الطلب الأوروبي المتزايد على الكهرباء منخفضة الانبعاثات.
نقلة نوعية في التعاون بين الشمال والجنوب
ويمثل مشروع الربط الكهربائي المصري-الإيطالي نموذجًا عمليًا للتعاون بين دول الشمال والجنوب، حيث يُتوقع أن يُسهم في خفض انبعاثات الكربون، ويخلق فرص عمل جديدة، ويجذب استثمارات في قطاعات الطاقة والنقل والبنية التحتية.
وينتظر أن يحدث المشروع نقلة نوعية في مكانة مصر كمصدر للطاقة، ويدعم توجه الاتحاد الأوروبي نحو تنويع مصادر الكهرباء وتعزيز أمن الطاقة، في ظل التحولات الجيوسياسية والتغيرات المناخية العالمية.