خبير: خفض الفائدة لا يهدد الشهادات البنكية.. والذهب ليس بديلًا آمنًا للجميع

أكد الدكتور خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية، أن قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بنحو 2.25%، لتصل من 27.25% إلى 25%، لا يمثل عامل قوي لتخارج المودعين من الجهاز المصرفي، لافتًا إلى أن الواقع والمنطق يؤكدان أن الاستثمار في الشهادات البنكية لا يزال هو الخيار الأكثر أمانًا لقطاع واسع من المصريين.
الذهب والعقار ليسا بديلين مغريين
وأوضح الشافعي، فى تصريح لـ"نيوز رووم"، أن نسبة الفائدة على الشهادات البنكية تظل ثابتة ومضمونة على مدى زمني محدد، ما يجعلها أكثر استقرارًا من الذهب، الذي يظل خاضعًا لتقلبات الأسواق المحلية والعالمية، ولا يمثل استثمارًا مضمونًا بالنسبة للكثير من الأفراد الذين يبحثون عن عوائد آمنة وثابتة.
أما عن العقارات، فأشار إلى أن القطاع لا يزال يعاني من "فقاعة عقارية"، تجعل من التوسع في الاستثمار العقاري في الوقت الراهن قرارًا محفوفًا بالمخاطر، وأضاف أن قرار خفض الفائدة سيؤثر بشكل نسبي على تكاليف التشغيل للمطورين العقاريين، ما قد يؤدي إلى انخفاض في أسعار العقارات، لكنه ليس مؤثرًا بما يكفي لتغيير التوجهات الاستثمارية العامة.
توقعات بإجراءات بنكية مواكبة
وحول تأثير قرار لجنة السياسات النقدية بخفض سعر الفائدة بمقدار 255 نقطة أساس، والمتوقع أن يدخل حيز التنفيذ على ودائع عملاء البنوك بدءًا من غدٍ الثلاثاء، يرى الشافعي أن التأثير سيكون محدودًا، مرجحًا أن تتجه البنوك إلى طرح أوعية إدخارية جديدة تجذب السيولة النقدية وتحافظ على أموال المودعين، بما لا يدفعهم للبحث عن بدائل استثمارية مرتفعة المخاطر.
نوع الاستثمار يتوقف على شخصية المستثمر
وشدّد الشافعي على أن أفضل نوع للاستثمار كمخزن للقيمة يختلف من شخص لآخر حسب احتياجاته وقدراته المالية، فمن يبحث عن دخل ثابت دون مغامرة، تظل الشهادات البنكية هي الخيار الأنسب له، أما من يمتلك رؤية طويلة الأجل فقد يجد في الذهب وسيلة لحفظ القيمة رغم تقلباته.
وفي المقابل، إذا كان المستثمر يمتلك فكرًا وخبرة ورغبة في خوض التجربة، فيمكنه التوجه إلى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، التي يرى أنها يمكن أن تحقق عوائد كبيرة شريطة أن تكون مدروسة جيدًا وتتناسب مع قدرات المستثمر واحتياجاته.
نصيحة شخصية من الخبير
واختتم الشافعي حديثه بنصيحة مباشرة قائلاً: "لو حد معاه مليون جنيه ومش عايز يتعب فيهم، أرميهم ذهب"، في إشارة إلى أن الذهب رغم مخاطره يظل خيارًا مقبولًا كوعاء ادخاري طويل الأمد لمن لا يرغب في الدخول في تفاصيل الاستثمارات أو المشروعات المعقدة.