عاجل

رمزًا للإنسانية والتسامح.. شريهان تنعى البابا فرنسيس: قلبي ثقيل وأنا أودعه

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

في كلمات مؤثرة وحزينة، نعت الفنانة شريهان البابا فرنسيس الذي وافته المنية صباح اليوم عن عمر يناهز 88 عامًا.

وكتبت شريهان عبر حسابها الشخصي على موقع "إكس":" قلبي ثقيل وأنا أودع وأكتب لأعزي العالم أجمع في قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية والمدافع الأبدع والأكبر عن الفقراء، والمظلومين والبسطاء، عزائي في رجل إنسان كان يحاول أن يُنصف الإنسانية، مواساتي إلى جميع أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم أجمع".

وتعبيرًا عن مشاعرها الحزينة، أضافت شريهان أن البابا فرنسيس كان رمزًا للإنسانية والتسامح، مشيرة إلى مواقفه البطولية في الدفاع عن الحقوق والمساواة.

من هو البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؟

البابا فرنسيس بابا الفاتيكان هو الزعيم الروحي للكنيسة الكاثوليكية في العالم، وكان يشغل منصب بابا الفاتيكان منذ عام 2013 حتى وفاته اليوم، ويعد شخصية استثنائية ومؤثرة على المستوى الديني والإنساني والسياسي، وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول بابا من رهبنة اليسوعيين، وأول من يحمل اسم "فرنسيس"، وهذه أبرز المعلومات عنه:-

وُلد البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، المعروف قبل بابويته باسم خورخي ماريو برغوليو، عام 1936 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وسط عائلة متواضعة من جذور إيطالية، كان الابن الأكبر في أسرة تضم 5 أبناء، ونشأ في بيئة بسيطة، عشق خلالها كرة القدم، وبدأ دراسته في مجال الكيمياء قبل أن يتجه إلى الحياة الدينية بعد تجربة مرضية قاسية في رئتيه، كانت نقطة تحوّل غيرت مسار حياته الروحي.

خلال سنوات خدمته، عُرف بمواقفه الصارمة تجاه الفساد السياسي والاجتماعي، ودخل في مواجهات مباشرة مع السلطات الأرجنتينية، خاصة خلال فترة حكم نستور كيرشنر ثم كريستينا فرنانديز تولى رئاسة مجلس الأساقفة الكاثوليك في الأرجنتين عام 2005، ولم يتردد في الاعتراف علنًا بتقصير الكنيسة إبان سنوات القمع العسكري، في موقف اعتُبر شجاعًا ونال احترامًا عالميًا.

توليه البابوية ومشواره الإصلاحي

في يوم 13 مارس 2013، وبعد استقالة مفاجئة وغير معتادة للبابا بنديكتوس السادس عشر، اختار مجمع الكرادلة خورخي ماريو برغوليو ليصبح الحبر الأعظم الجديد، في واحدة من أسرع عمليات الانتخاب البابوي التي شهدها الفاتيكان، لحظة تنصيبه كانت مفصلية، ليس فقط لكونه أول بابا من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف عام، بل لأنه اختار اسم "فرنسيس" لأول مرة في تاريخ البابوية، مستلهمًا شخصية القديس فرنسيس الأسيزي، الذي جسّد قيم التواضع والرأفة وخدمة الفقراء.

ومنذ لحظة ظهوره على شرفة كاتدرائية القديس بطرس، بدأ مسارًا إصلاحيًا غير تقليدي، تمثل في محاولات جدية لتجديد بنية الكنيسة من الداخل، لا سيما عبر إصلاح الكوريا الرومانية، الجهاز الإداري للفاتيكان، الذي طالته اتهامات بالبيروقراطية والفساد، وشكّل مجلسًا استشاريًا من الكرادلة لمساعدته في إعادة هيكلة الحوكمة الكنسية، وأصر على إرساء مبدأ الشفافية.

مواقف البابا فرنسيس الإنسانية

وهناك العديد من مواقف البابا فرنسيس الإنسانية التي تتسم على مدار حياته الطويلة بالتسامح والدعوة لإحلال السلام في جميع أنحاء العالم، ونستعرض في سياق هذه السطور أبرز مواقف البابا فرنسيس الإنسانية.

البابا فرنسيس يدعو لإنهاء الحرب على غزة

في ظهوره الأخير، والذي حُفر في ذاكرة العالم، أطل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يوم الأحد من شرفة كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان خلال قداس عيد الفصح، حيث حملت كلماته رسالة إنسانية عميقة وسط صمت صحته المتدهورة، إذ لم يتمكن من الحديث بنفسه، فألقى أحد مساعديه الكلمة نيابة عنه بينما جلس هو بهدوء، يراقب الحشود بوجه شاحب ونظرة محمّلة بالقلق.

وجه البابا نداءً قويًا إلى المجتمع الدولي، مطالبًا بإنهاء الحرب الجارية على غزة، التي وصفها بأنها تزرع "الدمار والموت" وتترك خلفها "وضعًا إنسانيًا مخجلًا ومؤلمًا"، وأعرب عن تضامنه مع سكان القطاع، لا سيما المسيحيين منهم، مؤكدًا قربه الروحي من معاناة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال في كلمته: "أدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، الإفراج عن الرهائن، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لمن يكافحون للبقاء في وجه الجوع والخراب، ويطمحون لحياة يسودها السلام".

التقارب بين الأديان وتعزيز الحوار

وفي مشهد وصفه كثيرون بأنه لحظة فارقة في تاريخ العلاقات بين الأديان، اجتمع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في العاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم 4 فبراير 2019، لتوقيع وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي شكّلت إعلانًا رمزيًا وقيميًا يدعو إلى بناء جسور بين الشعوب والأديان، بعيدًا عن خطاب الكراهية والانقسام.

تم نسخ الرابط