عاجل

بعد حظر الإمارات لهجتها لغير المواطنين..

إعلامي إماراتي ل"نيوز رووم": القرار تنظيمي يصون الموروث ويمنع التزييف

الإعلامي الإماراتى
الإعلامي الإماراتى محمد البرزنجي

أكد الإعلامي الإماراتى محمد البرزنجي، لـ"نيوز رووم" أن قرار منع غير الإماراتيين من التحدث باللهجة الإماراتية في وسائل الإعلام داخل الدولة، قرار جريء لا يُقيّد حرية التعبير كما قد يظن البعض، بل يُعبّر عن وعي ثقافي عميق، وحرص صادق على حماية الهوية الوطنية، وصون التراث اللفظي الذي يُشكّل جزءًا أصيلًا من شخصية المجتمع الإماراتي.

قال البرزنجي: "نشيد بقرار دولة الإمارات المتعلق بتنظيم استخدام اللهجة الإماراتية في وسائل الإعلام، واقتصارها على أبناء الوطن في إطار رسمي ومحترف"، وشدد على أن اللهجة ليست مجرد نغمة صوتية، بل هي هوية تنتمي إلى بيئة وثقافة وتاريخ.

وأضاف: " كثير من الأوقات وأنا أتصفح منصات التواصل الاجتماعي، أشاهد إعلانات تجارية بلهجة إماراتية غير متقنة، وأستغرب بشدة من الأداء، ومن الفكرة، ومن الإصرار على تقليد لهجة لا تُجيدها بعض الجهات، ما يجعل الإعلان يبدو غريبًا، لا يمثل واقع المجتمع، ولا يحترم خصوصية الهوية".

وقال: "كنت دومًا أتساءل: لماذا لا يتحدث الشخص بلهجته؟ لماذا هذا التكلّف؟.. وكنت أتمنى لو أقول لأي شخص يظهر في إعلان بهذه الطريقة: تحدث بلغتك الأصلية، فهي أجمل، وأقرب، وستصل فكرتك بوضوح أكثر، لكن الظاهرة استمرت حتى جاء هذا القرار ليعيد الأمور إلى نصابها".

وأكد البرزنجي، أن المقصود من هذا القرار ليس الإعلام كله، بل الإعلانات فقط، وبالتحديد تلك التي تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، 

وقال إن "القرار لا يمنع، بل ينظم، لا يرفض الانفتاح، بل يصون الموروث، لا يحدّ من التعبير، بل يمنع التزييف".

وأضاف أن اللهجة الإماراتية، حين تُستخدم من خارج إطارها الطبيعي، تفقد معناها وتتحول إلى أداء مشوّه، وهذا ما حدث مرارًا، ولهذا كان لا بد من موقف يحميها من العبث التجاري.

وأكد أن هذا القرار يُعزز الانتماء، ويُعيد الاحترام للثقافة المحلية، هو رسالة تقول إن احترام اللهجة، كاللباس، كالعلم، ككل رمز من رموز الدولة، لا يجوز أن يُستخدم بشكل عشوائي أو لمجرد جذب انتباه الجمهور.

وفى الختام قال الإعلامى الإماراتي: "نُثمن هذا التوجه، ونعتبره خطوة مسئولة، نابعة من حرص الدولة على هويتها، وتراثها، وخصوصيتها، في زمن باتت فيه الحدود مفتوحة، ولكن الثوابت يجب أن تبقى".

وكانت دولة الإمارات أعلنت عن قرار يقضي بمنع غير الإماراتيين من التحدث باللهجة الإماراتية في وسائل الإعلام داخل الدولة.

يؤكد القرار أن استخدام اللهجة المحلية سيكون محصورًا في مواطني الدولة فقط، كما يجب على من يتحدث بها ارتداء الزي الوطني، وذلك وفقًا لتصريحات عبد الله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس الإمارات للإعلام. 

هذا التقييد الجديد جاء بعد سياسة إعلامية تم تطبيقها منذ 3 أشهر، تسعى إلى ضمان تقديم صورة دقيقة للهوية الوطنية.

ووُصف القرار بأنه يهدف إلى حماية الهوية الثقافية كما اعتبره كثيرون تصرفًا يحمل طابعًا عنصريًا وتمييزيًا في حق المقيمين والعاملين في الإعلام، بل وحتى في حق اللغة والثقافة الإماراتية ذاتها.

ويبدو هذا القرار جزءا من مساع حكومية للحفاظ على التراث الثقافي، وهو هدف مشروع بحد ذاته، فقد شهدت السنوات الماضية تراجعا ملحوظا في حضور اللهجات المحلية في الإعلام الخليجي، خاصة مع تصاعد العولمة الإعلامية واختلاط اللغات واللهجات في البرامج والمنصات الرقمية.

تم نسخ الرابط