الليزر وإزالة الشعر من المناطق الحساسة.. الأزهر يكشف الضوابط

في ظل تكرار الأسئلة من عدد كبير من النساء والفتيات حول الحكم الشرعي لإزالة الشعر بالليزر من منطقة العورة المغلظة، أوضحت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الأصل في الشريعة الإسلامية هو تحريم كشف العورة المغلظة، حتى بين النساء، إلا في حالات الضرورة القصوى التي لا يتوفر فيها بديل شرعي أو طبي آمن.
جاء ذلك خلال لقائها في برنامج "حواء" على قناة الناس، حيث أكدت أن المنطقة الواقعة بين السرة والركبة تُعد من العورات المغلظة، ولا يجوز شرعًا الاطلاع عليها إلا إذا توفرت شروط دقيقة تُصنف الموقف كضرورة حقيقية، وليس لأسباب تجميلية أو راحة جسدية.
البدائل المتاحة للضرورة
وشددت الدكتورة هبة على أن الضرورات الشرعية لها ضوابط صارمة، ولا تُترك للأهواء أو الراحة الشخصية، قائلة: "فيه وسائل كتير النهاردة بقت متاحة تخلّيكي تستغني عن تدخل أي شخص، منها أجهزة الليزر المنزلي، أو مراكز بتوفر إمكانية إن العميلة تطبق الجلسة بنفسها بإشراف غير مباشر".
وأكدت أنه ما دام البديل الآمن والمجدي موجودًا، فلا يجوز الاستعانة بطبيبة أو أي شخص آخر لرؤية العورة، وأضافت: "لو قدرتي تعملي ده بنفسك، أو كان في طريقة بتخليكي تطبقي العلاج من غير كشف مباشر، يبقى ده الحل اللي لازم تستخدميه شرعًا، وساعتها ما فيش أي مبرر أو ضرورة تسمح بالكشف".
متى يكون كشف العورة جائزًا؟
مع ذلك، أوضحت عضو مركز الأزهر أن الضرورة لا تُلغى بالكامل، بل تُقدّر بقدرها. فإذا جربت المرأة كل الوسائل المتاحة ولم تنجح، أو إذا تسبب البديل بأذى حقيقي لا يمكن تفاديه، فقد يُعد ذلك ضرورة ملجئة تسمح بالتدخل المباشر من طبيبة متخصصة، ولكن بشروط صارمة: "أن تكون المريضة قد استنفدت كل الوسائل البديلة المتاحة، وأن يكون التدخل بقدر الحاجة فقط".
وتابعت: "دون توسع أو تجاوز، ستر باقي الجسد بشكل كامل وعدم التهاون في الكشف، وأن يتم التواصل مع جهة شرعية أو طبيبة ثقة لضمان صحة التقدير".

التجميل ليس عذرًا
وأوضحت الدكتورة هبة أن الفارق بين "الضرورة" و"التجميل" جوهري وأساسي، مؤكدة أن الشرع لا يمنع التيسير، لكنه كذلك لا يسمح بالاستهانة بالأحكام: "الليزر مش استثناء، ومش كل استخداماته تعتبر ضرورة. فرق كبير بين تحسني من حالة صحية مؤذية، وبين إنك تعمليه عشان شكل أو ارتياح جسدي فقط".
واختتمت الدكتورة هبة إبراهيم رسالتها بدعوة واضحة للفتيات: "قبل ما تاخدي قرار، اسألي، جربي، دوري على الحلول، ولو اضطررتي فعلًا، اتأكدي إنك على قدر الحاجة فقط، مع الحياء والستر والنية الصادقة. لأن الحياء لا يتجزأ، وربنا بيحاسبنا على النوايا... لكن كمان على الأفعال".