احتفال ومبادرة صحية.. الكاتدرائية تحتضن قافلة طبية في شم النسيم

شهد محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية نشاطًا مكثفًا مع انطلاق قافلة طبية وقائية ضخمة، أطلقتها وزارة الصحة والسكان بالتزامن مع احتفالات عيد شم النسيم، هذا، وأفادت نجاة الجبالي، مراسلة قناة "إكسترا نيوز"، أن الكاتدرائية كانت إحدى أبرز النقاط التي استقبلت هذه القافلة، التي انطلقت منذ ثلاثة أيام بهدف تقديم خدمات طبية متكاملة للمواطنين خلال أيام العيد.
وتضم القافلة عيادات طبية متنقلة تغطي جميع التخصصات، إلى جانب فرق توعوية تقدم إرشادات حول التغذية السليمة وكيفية الوقاية من التسمم الغذائي، الذي تزداد احتمالاته خلال موسم تناول أطعمة مثل الفسيخ والرنجة، المرتبطة تقليديًا بهذه المناسبة.
الوقاية في الأعياد
أوضحت الجبالي، في تصريحاتها للإعلامية هبة فهمي، أن القافلة الطبية تأتي ضمن الخطة الوقائية الشاملة التي وضعتها وزارة الصحة لضمان سلامة المواطنين خلال عطلة العيد. وتشمل هذه الخطة تكاملًا مع المبادرات الرئاسية، وعلى رأسها مبادرة "100 مليون صحة"، حيث يتم إجراء فحوصات طبية للمواطنين مجانًا.
ولم تقتصر الاستعدادات الصحية على الخدمات العلاجية فحسب، بل تم تجهيز مصل خاص للتسمم الغذائي، بالإضافة إلى وحدات لفحص الأغذية والمشروبات لضمان صلاحيتها. كما جُهزت سيارات إسعاف متنقلة للتعامل مع أي حالات طارئة بسرعة وكفاءة.
تفاعل مجتمعي واسع
رصدت الجبالي حضورًا كثيفًا وتفاعلًا كبيرًا من الزوار المترددين على الكاتدرائية، الذين لم يقتصروا على المشاركة في الاحتفالات الدينية، بل بادروا إلى إجراء فحوصاتهم الطبية ضمن مبادرات الصحة العامة. وأشارت إلى أن الكثير من العائلات توافدت للاحتفال بالمناسبة، مستمتعين بالأجواء الروحانية والفعاليات المصاحبة.
كما لفتت إلى حرص فرق التوعية الصحية على التفاعل مع الأطفال والشباب، وتقديم معلومات مبسطة حول السلوكيات الغذائية السليمة، في محاولة لغرس مفاهيم الوقاية منذ الصغر، الأمر الذي انعكس على الحالة العامة من الوعي المجتمعي بين المشاركين.
الروحانية والرعاية الصحية
أكدت المراسلة أن الكاتدرائية المرقسية تحولت هذا العام إلى نموذج حي لاحتفال متكامل، يجمع بين الطابع الديني والبعد الصحي والمجتمعي. فإلى جانب الصلوات والزيارات العائلية، شكلت القافلة الطبية عنصرًا محوريًا في المشهد، من خلال ما قدمته من دعم صحي ملموس وخدمات طبية مجانية ساهمت في تعزيز الشعور بالأمان خلال العطلة.
وأضافت أن مثل هذه المبادرات تؤكد على توجه الدولة نحو الربط بين الاحتفالات الشعبية ورفع الوعي الصحي، ما يمثل نقلة نوعية في الطريقة التي تُدار بها المناسبات الجماهيرية في مصر.

الصحة في قلب المناسبات
اختتمت نجاة الجبالي تقريرها بالتأكيد على أن وزارة الصحة تسعى إلى جعل كل مناسبة عامة فرصة لتعزيز مفاهيم الوقاية والتثقيف الصحي، مشيرةً إلى أن استمرار عمل القافلة حتى نهاية عيد شم النسيم يمثل تأكيدًا على حرص الدولة على صحة المواطن في كل وقت ومكان.
واعتبرت أن ما شهده محيط الكاتدرائية من أجواء احتفالية ممزوجة بخدمات صحية يعكس وجهًا حضاريًا جديدًا لمصر، حيث تُدار المناسبات الدينية والوطنية برؤية شاملة تجمع بين الإنسان، الإيمان، والصحة.