ساحة القديس بطرس تغرق في الحزن بعد وفاة البابا فرنسيس

شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، اليوم الاثنين، مشاهد مؤثرة ومفعمة بالمشاعر، بعدما أعلن الفاتيكان رسميًا وفاة البابا فرنسيس، رأس الكنيسة الكاثوليكية، وتوافدت الحشود إلى الساحة من مختلف أنحاء العالم، حيث اختلط الحزن بالترقب والدعاء، في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ الفاتيكان الحديث.
وبحسب تقرير نشرته شبكة "سي أن أن "، فإن مشاعر الصدمة والحزن كانت واضحة على وجوه المئات من الحجاج والزوار الذين تواجدوا في ساحة القديس بطرس فور انتشار الخبر، شوهد أحد الحجاج يحمل صليبًا كبيرًا، واقفًا بصمت قرب الساحة، بينما غطت وجوه البعض دموع التأثر، وفضّل آخرون الجلوس في صمت، يرددون الأدعية أو يشاركون في تراتيل جماعية.

زحام حول ساحة القديس بطرس
وكان عدد كبير من السياح لا يزالون في روما بعد عطلة عيد الفصح، وهي مناسبة دينية يحتفل بها 1.3 مليار كاثوليكي حول العالم، مما زاد من كثافة الحضور في محيط الفاتيكان عند وقوع الحدث، وبحسب تقرير الشبكة، فإن تدفّق الناس كان مستمرًا، وبعضهم كان يدفع عربات الأطفال، وآخرون يقودون دراجاتهم وسط الحشود.
وقالت أليسيا سالتيني، وهي سائحة إيطالية كانت في الساحة لحظة إعلان الوفاة، في تصريحات نقلتها رويترز "ماحدث هذا الصباح أثّر فينا بكل معنى الكلمة. كنا نتابع حالته الصحية، وكنا نعلم أن النهاية قد تكون قريبة، لكن اللحظة الفعلية دائمًا ما تكون صعبة".
وأضافت سالتيني: "بالنسبة لي، فإن وجودي في هذا المكان في هذه اللحظة بالذات أشبه بالحلم الحزين، كنت أزور الفاتيكان بدافع روحي، لكنني لم أتوقع أن أكون شاهدة على لحظة كهذه".
اما بيكا توسا، وهي سائحة أرجنتينية جاءت إلى روما للاحتفال بعيد الفصح، فقالت لرويترز، إن وفاة البابا فرنسيس في هذا التوقيت بالذات لها دلالة عميقة. أنا من الأرجنتين، وكان البابا أرجنتينيًا أيضًا، لذا فإن هذا الحدث له وقع خاص علينا كأمة".
وأضافت: "إنها لحظة حزينة، نعم، لكنها أيضًا لحظة امتنان، لقد أعطانا البابا الكثير من خلال مواقفه الإنسانية، وتواضعه، وقربه من الناس نشعر اليوم وكأننا فقدنا فردًا من عائلتنا".
وعلى الجانب الإعلامي، توافد عشرات الصحفيين ومراسلي وسائل الإعلام العالمية إلى الساحة لتغطية الحدث، وسط توقعات بإعلان الفاتيكان قريبًا عن الترتيبات الرسمية للجنازة والمرحلة الانتقالية داخل الفاتيكان.

هذا وقد أشار تقرير "سي أن أن " إلى أن وفاة البابا فرنسيس تُعد لحظة فارقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تحمل معها تغييرات جوهرية في قيادة الفاتيكان وتوجهاته المستقبلية..