جولة جديدة من المباحثات الأمريكية الإيرانية في مسقط الأربعاء المقبل

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن الجولة القادمة من المباحثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة ستُعقد في العاصمة العُمانية مسقط يوم الأربعاء المقبل، على أن تتمحور حول الملف النووي ورفع العقوبات المفروضة على طهران.

تصريحات رسمية

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في مؤتمره الصحفي الأسبوعي، إن الاجتماعات ستتضمن لقاءات فنية على مستوى الخبراء، تليها جلسة سياسية رفيعة تجمع بين مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونائب المبعوث الأمريكي بريت ويتكوف، وذلك في إطار مساعٍ لاستئناف مسار التفاوض المتعثر منذ شهور.

الحقوق المشروعة

أكد بقائي أن العقوبات المفروضة على إيران "جائرة وغير قانونية"، مشددًا على أن برنامج بلاده النووي سلمي بالكامل ولا يثير القلق من الناحية الفنية أو القانونية. وأضاف: "نحن نؤمن بأن هذه العقوبات لا تستند إلى أي أساس قانوني أو واقعي".

دور إقليمي ودولي

ورفض المتحدث ربط المحادثات بأي وساطة إقليمية مباشرة، مشيرًا إلى أن علاقات إيران مع جيرانها قائمة على مبدأ "حسن الجوار". كما أوضح أن طهران تجري مشاورات دورية مع موسكو وبكين بوصفهما عضوين دائمين في مجلس الأمن وشريكين استراتيجيين، لما لهما من دور "بنّاء" في دعم المفاوضات النووية.

وتأتي هذه الجولة في ظل تصعيد أمريكي في ملف العقوبات، واستمرار الجمود بشأن إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018. وتُعد سلطنة عمان أحد أبرز الوسطاء الإقليميين، وقد استضافت مرارًا لقاءات غير مباشرة بين الطرفين منذ أكثر من عقد.

مؤشرات على تحريك الجمود

ورغم غياب أي مؤشرات على قرب التوصل لاتفاق شامل، يرى مراقبون أن العودة إلى المسار التفاوضي قد تفتح المجال لحلحلة جزئية في بعض الملفات التقنية، خصوصًا مع تزايد الضغوط الاقتصادية على طهران وتنامي القلق الغربي من تطورات البرنامج النووي الإيراني.

ورغم عدم الإعلان عن إطار زمني واضح للمفاوضات، يرى محللون أن اختيار مسقط كموقع لاستضافة الجولة المقبلة يحمل دلالات على رغبة الطرفين في الحفاظ على قنوات اتصال غير مباشرة بعيدًا عن الضجيج الإعلامي.

كما أن التزامن بين اللقاء الفني المرتقب وجلسة عراقجي - ويتكوف يعكس سعيًا لتقليص الفجوات التقنية والسياسية في آنٍ واحد، وهو ما قد يمهّد لاحقًا لمفاوضات مباشرة أو تفاهمات مرحلية على الأقل، خصوصًا في ظل مؤشرات على انفتاح أمريكي مشروط تجاه تخفيف بعض العقوبات مقابل التزامات نووية يمكن التحقق منها سريعًا.