عاجل

من "أرشيف مواقفه الإنسانية"..بابا الفاتيكان يعتذر لسيدة

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

كل إنسان، مهما علت مكانته أو عظمت مسؤوليته، يمر بلحظات ضعف أو توتر، بل قد تظهر حتى من رموز روحية يُنظر إليهم كمصدر للسلام والهدوء، ولكن ما يميز القادة الحقيقيين هو قدرتهم على الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، ففي لحظة واحدة، قد تنكشف طبيعتنا البشرية، ولكن في لحظة اعتذار، يظهر معدننا الحقيقي، وهذا ما حدث في ليلة رأس السنة من عام 2019، وبينما كان بابا الفاتيكان فرنسيس يتجول في ساحة القديس بطرس ليلقي التحية على الحشود التي جاءت لاستقباله، حصل موقف غير متوقّع خطف الأضواء وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي رحاب أعلان اليوم صباح اليوم الاثنين وفاة بابا الفاتيكان نتذكر معا مواقفه العظيمة :

ما الذي حدث؟

كان بابا  الفاتيكان فرنسيس يسير بهدوء ويصافح الزوّار، عندما مدت سيدة من بين الجموع يدها وأمسكت به بقوة مفاجئة، وكأنها لا تريد أن تتركه، البابا بدا متألمًا ومنزعجًا، فحاول تحرير يده، وبدافع التوتر قام بضرب يد السيدة مرتين لينسحب بسرعة وهو يبدو عليه الغضب، الموقف تم تصويره، وانتشر كالنار في الهشيم على الإنترنت، وتباينت ردود الفعل بين من انتقد تصرف البابا ومن تفهّمه.

الاعتذار الذي قلب الموازين

في اليوم التالي مباشرة، وأثناء صلاة عامة في الفاتيكان بمناسبة بدء السنة الجديدة 2020، قدّم بابا الفاتيكان فرنسيس اعتذارًا رسميًا وصريحًا أمام الجميع قائلا "أحيانًا نفقد صبرنا، وأنا أيضًا أفقد صبري، أعتذر عن المثال السيئ الذي قدمته بالأمس".

الكلمات كانت بسيطة، لكن وقعها كان كبيرًا، فالاعتراف بالخطأ من شخصية في هذا المنصب الرفيع، وبشكل علني، نال إعجاب كثيرين حول العالم، واعتبره البعض درسًا في التواضع والمسؤولية.

ما وراء الاعتذار؟

لم يكن اعتذار البابا مجرد تصحيح لموقف محرج، بل استغل المناسبة أيضًا للحديث عن موضوع أعمق وأكبر: العنف ضد النساء، وقال إن "العنف ضد المرأة هو تدنيس لله"، وأكد أن النساء حول العالم يتعرضن يوميًا للإهانة، والضرب، والإساءة الجسدية والنفسية، ودعا إلى احترام كرامتهن وصون حقوقهن، وهكذا تحوّل موقف بسيط إلى فرصة لنشر رسالة إنسانية قوية.

 

ردود الفعل على مواقع التواصل

كالعادة، لم يمر الموقف مرور الكرام، الفيديو انتشر بسرعة، والمغردون انقسموا بين مؤيد ومعارض، البعض رأى أن البابا تصرّف بغريزة دفاعية لأنه لم يتوقع ما حدث، وآخرون شعروا أن ردة فعله كانت حادة. لكن الغالبية أجمعت أن اعتذاره رفع من مكانته، وأعطى درسًا في الأخلاق والتواضع.

الحكاية ومافيها 

الموقف كله لا يتعدى ثوانٍ، لكنه حمل الكثير من الرسائل، منها أن حتى القادة الروحيين بشر، يخطئون ويغضبون، لكن الفرق هو في كيف نُصلح الخطأ، وكيف نتحمل المسؤولية، كما ذكّرنا هذا الموقف بأهمية احترام المساحة الشخصية للآخرين، حتى في لحظات الفرح أو الحماس الديني.

 

 

تم نسخ الرابط