زيارة البابا فرنسيس إلى مصر: أهم المحطات والرسائل

في أبريل 2017، قام البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان ورئيس الكنيسة الكاثوليكية، بزيارة تاريخية إلى مصر، تزامنت مع فترة حساسة بعد حادث تفجير الكنيسة البطرسية.
ورفعت خلالها السلطات المصرية حالة التأهب الأمني، وفرضت إجراءات مشددة في المناطق التي شملتها الزيارة، كما شهدت شوارع القاهرة استعدادات لزيارة البابا، وانتشرت لافتات الترحيب وسط اهتمام شعبي ورسمي بالزيارة.

لقاء مع الرئيس السيسي
التقى البابا فرنسيس بالرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر صحفي مهم، أكد فيه أن مصر تبني مستقبلها وتحارب الإرهاب في الوقت ذاته.
وكرر عبارته الشهيرة باللغة العربية: "الدين لله والوطن للجميع"، مشيدًا بمصر كأرض "اللقاء بين السماء والأرض"، ومؤكدًا على أهمية الحوار بين الأديان ورفض العنف باسم الدين.

زيارات دينية ورسائل سلام
خلال الزيارة، التقى البابا فرنسيس بقداسة البابا تواضروس الثاني في المقر البابوي، وتوجها معًا إلى الكنيسة البطرسية التي كانت قد تعرّضت لتفجير دموي. سار موكبهما وسط ترانيم كنسية ورجال دين يرتدون ملابس بيضاء ويحملون صلبانًا ذهبية، في مشهد مؤثر ومهيب.
كما حضر البابا قداسًا جماهيريًا شارك فيه الآلاف، حيث أُقيم باللغتين العربية واللاتينية، ودعا فيه إلى نبذ التعصب الديني، وأوقد شموعًا لضحايا التفجيرات، في لفتة إنسانية كبيرة.
لقاءات بين رموز الأديان
جمعت الزيارة بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، حيث تم التأكيد على وثيقة "الأخوة الإنسانية"، كأول ميثاق إنساني حديث بين المسلمين والمسيحيين، في مواجهة العنف والكراهية باسم الدين.

وكان للبابا فرنسيس لقاء سابق مع البابا تواضروس في 2013، حين كسر التقاليد البروتوكولية في الفاتيكان، حيث كانت المدة بين طلب البابا تواضروس والزيارة كانت لا تتعدى شهرين وجدول لقاءات البابا فرنسيس يتم تحديده قبلها بثمانية أشهر، إلا أنه وافق على الموعد الذى حدّده البابا تواضروس، واستقبله بمودّة خاصة، ورافقه إلى داخل الكنيسة، ما يدل على عمق العلاقة بين الكنيستين.
هدف الزيارة
وهدفت زيارة البابا فرنسيس إلى تعزيز الحوار بين الأديان، وتأكيد رسالة المحبة والسلام، ودعم العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمسيحيين الأرثوذكس في مصر، الذين يشكلون الغالبية من مسيحيي البلاد، بينما يشكل الكاثوليك نسبة 0.3% فقط.