عاجل

قبّل أقدام الزعماء.. كيف ناضل البابا فرنسيس من أجل عالم أكثر عدلًا؟| صور

البابا فرنسيس يقبل
البابا فرنسيس يقبل أقدام الزعماء في جنوب السودان

أعلن الفاتيكان، صباح الإثنين وفاة  البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، وجاء الإعلان على لسان كاردينال الفاتيكان كيفن فاريل، الذي أكد في رسالة مصورة بثتها القناة الرسمية للكرسي الرسولي: "أيها الإخوة والأخوات، بحزن عميق أعلن وفاة أبينا القديس فرنسيس. في تمام الساعة 7:35 صباحًا، عاد أسقف روما إلى بيت الآب".

ومنذ الأيام الأولى لحبرية البابا فرنسيس عام 2013، جعل من الدعوة للسلام حجر الأساس في خطاباته وتحركاته.

لم تكن مناشداته المتكررة لإنهاء الحروب مجرد كلمات، بل مواقف عملية جسدها في رحلاته ومبادراته الدبلوماسية التي طافت مناطق الصراع والأزمات حول العالم.

خطوات على درب المصالحة

في أبريل 2019، وبينما كانت الحرب الأهلية تمزق جنوب السودان، قام البابا بخطوة رمزية لافتة حين انحنى ليُقبّل أقدام الزعماء السياسيين المتناحرين، مناشدًا إياهم وقف إطلاق النار والمضي نحو السلام.

بعد أربعة أعوام، عاد لزيارة البلاد مجددًا برفقة قادة مسيحيين كبار، ليؤكد التزامه بمرافقة الشعوب المنكوبة حتى تتحقق المصالحة الوطنية.

شاهد.. بابا الفاتيكان يقبل أقدام زعماء جنوب السودان | أخبار سياسة | الجزيرة  نت

صرخات ضد الحرب والدمار

لم تقتصر جهود البابا على أفريقيا، ففي زيارته التاريخية لليابان عام 2019، أطلق نداءً قويًا ضد الأسلحة النووية من قلب ناجازاكي وهيروشيما، واصفًا امتلاكها أو استخدامها بأنه "أمر غير أخلاقي".

كذلك لم يتوانَ عن مهاجمة تجارة السلاح، معتبرًا إياها "جنونًا مدفوعًا بالدماء البريئة"، كما قال في كلمته أمام الكونغرس الأمريكي عام 2015.

Pope Francis prays at the Atomic Bomb Hypocentre Park in Nagasaki

زيارات إلى بؤر الصراع

في العراق، تحدى الظروف الأمنية ليزور البلد الذي مزقته الحروب، مؤكدًا أهمية الحوار بين الأديان في تجاوز الكراهية، وفي آخر جولاته، توجه إلى تيمور الشرقية، الدولة الكاثوليكية الأصغر، ليحيي فيها قدرة الشعوب على تحويل الألم إلى رجاء.

دعوات للتهدئة والوساطة

بجانب زياراته، حرص البابا على استخدام مكانته للدفع باتجاه الهدوء والحوار، ففي عام 2014، استضاف رئيس إسرائيل ورئيس فلسطين في الفاتيكان للصلاة من أجل السلام.

وبعد تصاعد العدوان على غزة في أكتوبر 2024، دعا لوقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

Pope Francis, Israeli President Shimon Peres and Palestinian President Mahmoud Abbas accompanied by Ecumenical Patriarch Bartholomew I on June 8, 2014

إرث من الرجاء والعدالة

حتى في أيامه الأخيرة، ورغم معاناته الصحية، تواصل مع مسيحيي غزة عبر اتصال مباشر، مؤكدًا وقوفه إلى جانب الضحايا.

لقد تجاوزت رسالته حدود الكاثوليكية، لتغدو نداءً إنسانيًا من أجل عالم لا يقتصر فيه السلام على غياب الحرب، بل يشمل العدالة والتضامن والكرامة للجميع.

تم نسخ الرابط