وزير الخارجية الإيراني يزور الصين قبل جولة ثالثة من المفاوضات النووية

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، يوم الإثنين، أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيزور الصين غدًا الثلاثاء، في إطار سلسلة مشاورات إقليمية ودولية تتعلق بالملف النووي الإيراني.
وكشف المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، عن الزيارة في بيان مقتضب نقلته وسائل الإعلام الرسمية.
خلفية المحادثات النووية
وكان عراقجي قد صرّح في الثامن عشر من أبريل، بأن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي تدخل مرحلة حساسة، حيث من المتوقع أن تلعب روسيا والصين دورًا "بناءً ومؤثرًا" في تقريب وجهات النظر. وأوضح الوزير أن بلاده منفتحة على أي جهود من شأنها تهيئة الظروف لاستئناف التفاهمات السابقة.
مفاوضات فنية في عُمان
وفي تطور مهم، اتفقت إيران والولايات المتحدة على إطلاق محادثات تقنية على مستوى الخبراء في العاصمة العُمانية مسقط يوم الثالث والعشرين من أبريل. وتشمل هذه المحادثات مسائل فنية تتعلق برفع العقوبات والامتثال النووي، تمهيدًا لجولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة.
جولة ثالثة من المفاوضات
ومن المقرر أن تنطلق الجولة الثالثة من المفاوضات رفيعة المستوى بين عباس عراقجي والمسؤول الأمريكي ديفيد ويتكوف، في السادس والعشرين من أبريل، أيضًا في سلطنة عُمان. وتأتي هذه الجولة في وقت تتكثف فيه الجهود الدولية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه واشنطن في 2018.
دور الصين المحوري
تُعد زيارة عراقجي إلى بكين خطوة استراتيجية تعكس تنسيقًا متزايدًا بين طهران وبكين، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الدولية وتغير موازين القوى العالمية. وتؤكد تصريحات المسؤولين الإيرانيين أن الصين، إلى جانب روسيا، قد تلعب دور "الضامن" لأي اتفاق مستقبلي.
دلالات الزيارة وتوقيت التحرك
تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الصين في توقيت بالغ الحساسية، إذ تتزامن مع تصاعد الجدل داخل الولايات المتحدة حول جدوى العودة إلى الاتفاق النووي، في ظل إدارة أمريكية تحاول الموازنة بين الضغوط الداخلية والتزاماتها الدولية.
ويشير مراقبون إلى أن طهران تسعى عبر هذا التحرك إلى توجيه رسائل متعددة، أبرزها تعزيز موقعها التفاوضي من خلال حشد دعم الحلفاء، وخصوصًا الصين التي تمثل شريكًا اقتصاديًا واستراتيجيًا مهمًا لإيران. كما تعكس الزيارة رغبة إيران في تثبيت حضورها الإقليمي والدولي، وإعادة صياغة المعادلة النووية بما يتماشى مع مصالحها وسط تقاطعات معقدة بين واشنطن وموسكو وبكين.