الملك تشارلز ينعى البابا فرنسيس: رمز للرحمة والعدالة

عبّر الملك البريطاني تشارلز الثالث عن بالغ حزنه لوفاة قداسة البابا فرنسيس، مشيرًا إلى الأثر العميق الذي تركه البابا على العالم من خلال رسالته الإنسانية وإيمانه الصادق.
وقال، في بيان رسمي، إن قلوبه وزوجته الملكة كاميلا مثقلة بالحزن، لكنها تجد عزاءً في علمها بأن البابا تمكّن من توجيه رسالة عيد الفصح الأخيرة إلى الكنيسة والعالم، قبل رحيله بفترة وجيزة.
إرث روحي وإنساني
أكد الملك تشارلز أن البابا فرنسيس سيُذكر لسنوات طويلة بسبب تعاطفه الكبير، وسعيه المستمر إلى وحدة الكنيسة، إلى جانب التزامه القوي بالقضايا الإنسانية التي تجمع أتباع الديانات المختلفة، وكل من يعمل من أجل خير البشرية. وأضاف أن دعوة البابا لحماية البيئة والتعامل معها كجزء من الإيمان بالله وجدت صدى واسعًا لدى الملايين حول العالم.
لقاءات شخصية مؤثرة
وأشار الملك إلى خصوصية العلاقة التي جمعته بالبابا، مشيدًا بلقائهما الأخير في بداية شهر أبريل، والذي وصفه بأنه كان "مؤثرًا ومفعمًا بالمحبة والإنسانية". كما أعرب عن امتنانه للفرص التي جمعتهما في لقاءات سابقة، حملت دومًا رسائل روحية ووئامًا صادقًا.
رسالة عزاء للعالم
في ختام بيانه، قدّم الملك تشارلز تعازيه القلبية للكنيسة الكاثوليكية ولكل من تأثر برحيل البابا، معتبرًا أن خسارته ليست فقط دينية بل إنسانية أيضًا. وقال: "نرسل أعمق تعازينا إلى الكنيسة التي خدمها البابا بإخلاص، وإلى الشعوب كافة التي استُلهمت من مسيرته وتفانيه في خدمة الإيمان والسلام".
إعلان رسمي من الفاتيكان
وأعلن الفاتيكان، صباح الإثنين 21 أبريل 2025، وفاة قداسة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا. وجاء الإعلان على لسان كاردينال الفاتيكان كيفن فاريل، الذي أكد في رسالة مصورة بثتها القناة الرسمية للكرسي الرسولي: "أيها الإخوة والأخوات، بحزن عميق أعلن وفاة أبينا القديس فرنسيس. في تمام الساعة 7:35 صباحًا، عاد أسقف روما إلى بيت الآب".
حبرية مليئة بالتحولات
عرفت سنوات بابويته تحولات كبيرة في نهج الكنيسة الكاثوليكية، إذ انفتح البابا فرنسيس على قضايا معاصرة كالتغير المناخي، والعدالة الاجتماعية، والهجرة. كما اتسمت خطاباته بلهجة إصلاحية واضحة، داعيًا إلى مكافحة الفساد داخل المؤسسة الكنسية وتفعيل دور المرأة. وبرز دوره أيضًا في التقارب مع العالم الإسلامي، من خلال زيارات تاريخية لدول عربية مثل الإمارات والعراق، حيث وقع وثيقة "الأخوة الإنسانية" في أبوظبي عام 2019 مع شيخ الأزهر أحمد الطيب.