الملك عبد الله الثاني ينعى بابا الفاتيكان فرنسيس ويشيد بدوره الإنساني

أعرب الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، عن خالص تعازيه بوفاة قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الذي وافته المنية اليوم عن عمر يناهز 88 عامًا.
وقد أشاد بالدور الإنساني الكبير الذي قام به البابا الراحل ورسالته السامية التي حملت في طياتها معاني التواضع والرحمة والمحبة والسلام.
وكتب الملك عبد الله الثاني بن الحسين عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس": "أحر التعازي للإخوة والأخوات المسيحيين في العالم بوفاة قداسة البابا فرنسيس، رجل السلام الذي حظي بمحبة الشعوب لطيبته وتواضعه، وعمله الدؤوب للتقريب بين الجميع. ستبقى ذكراه خالدة في قلوب الملايين".
ويعكس هذا النعي تقدير جلالة الملك للدور الروحي والإنساني الذي لعبه البابا فرنسيس على مستوى العالم، وسعيه الدائم لتعزيز قيم السلام والتسامح بين مختلف الشعوب والأديان. وقد تركت جهود البابا بصمة واضحة في مساعي التقارب والحوار بين الأديان والثقافات المختلفة.
عانى البابا فرنسيس، خلال سنواته الأخيرة، من تدهور تدريجي في حالته الصحية، انعكس على ظهوره العلني ومهامه اليومية، إذ اعتمد في تنقلاته على الكرسي المتحرك أو العكاز، نتيجة متاعب في الجهاز التنفسي وآلام مستمرة في المفاصل، وهو ما اضطره في الأسابيع الأخيرة من حياته إلى إلقاء كلماته عبر مساعدين، بسبب صعوبة التنفس المتزايدة.
وُلد خورخي ماريو برجوليو عام 1936 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وكان أول شخصية من أمريكا الجنوبية تتولى منصب الحبر الأعظم، كما كان أول بابا ينتمي إلى الرهبنة اليسوعية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
منذ انتخابه في مارس 2013، تولى فرنسيس دفة الكنيسة في ظروف دولية دقيقة وأزمات داخلية معقدة، فعمل على إعادة توجيه البوصلة الكنسية نحو قضايا العدالة الاجتماعية ومناصرة الفقراء والمهمشين، مع التركيز على إصلاح البنية المؤسسية للكنيسة، وتعزيز الشفافية في إدارتها.
من المتوقع أن تُلقي وفاة البابا فرنسيس بظلالها على ملفات دولية عدة، لا سيما تلك التي كان للبابا دور مؤثر فيها كوسيط أخلاقي وإنساني، فقد ساهم الراحل خلال سنوات حبريته في تهدئة التوترات بين دول مختلفة، لا سيما في أمريكا اللاتينية، وأطلق مبادرات تاريخية لدعم اللاجئين والمهاجرين وتعزيز الحوار بين الأديان.
ومع غيابه، يُثار تساؤل حول قدرة الكنيسة الكاثوليكية على مواصلة هذا الدور بفعالية، خاصة وسط أزمات دولية متصاعدة تتطلب حضورًا أخلاقيًا قويًا كالذي مثّله البابا فرنسيس.
وأعلنت الفاتيكان، صباح الاثنين، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عاماً، بعد صراع طويل مع المرض. وجاء الإعلان الرسمي على لسان الكاردينال كيفن فيريل، الذي أوضح أن الوفاة وقعت في تمام الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة صباحًا بتوقيت روما. وأشار إلى أن البابا «عاد إلى بيت الآب بعد حياة كرسها بالكامل لخدمة الرب والكنيسة».