خبير بترولي : سداد مستحقات الشركات .. رسالة طمأنة ومؤشر ثقة للمستثمرين | خاص

قال المهندس محمد حليوة، الخبير في قطاع البترول والطاقة، إن مصر تشهد في الفترة الحالية حركة نشطة من الاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة، تعكس مدى الثقة في المناخ الاستثماري المصري، خاصة في ظل الإصلاحات التي تنفذها الدولة لتوفير بيئة جاذبة للمستثمرين.
وأضاف حليوة، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن الإعلان مؤخرًا عن ضخ استثمارات جديدة من جانب شركات كبرى مثل دانة غاز التي خصصت 100 مليون دولار لحفر 11 بئرًا، وكايرون إنرجي التي تستعد لاستثمار 300 مليون دولار لزيادة إنتاجها بنسبة 33%، يمثل دلالة واضحة على استعادة القطاع لجاذبيته وتنافسيته على مستوى المنطقة.
وأضاف أن هذه ليست الحالات الوحيدة، فقد أعلنت شركات مثل إيني الإيطالية وشيفرون الأمريكية عن خطط مستقبلية لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف في البحر المتوسط والدلتا، بجانب استعداد شركة أباتشي الأمريكية لتعزيز وجودها في الصحراء الغربية، بما يعكس توجهًا عالميًا لدعم السوق المصري كمحور رئيسي للطاقة في المنطقة.
سداد المستحقات: رسالة طمأنة للسوق
وأشار حليوة، إلى أن أحد أهم العوامل التي دفعت هذا التوجه الإيجابي هو التزام الحكومة المصرية مؤخرًا بسداد جزء كبير من المستحقات المتأخرة للشركات الأجنبية العاملة في القطاع، وهو ما اعتبره "نقطة تحول حقيقية".
وقال: "سداد المستحقات لا يقتصر فقط على كونه واجب تعاقد، بل هو رسالة طمأنة تؤكد جدية الدولة في الحفاظ على علاقتها مع الشركاء الاستراتيجيين، وهو ما يدفع هذه الشركات إلى إعادة تقييم خططها الاستثمارية في مصر بشكل أكثر تفاؤلًا".
حوافز التصدير وشراكات ناجحة
وأوضح الخبير البترولي، أن من أبرز الحوافز التي تقدمها الحكومة هو السماح بتصدير جزء من الإنتاج، قائلًا: "هذه الخطوة تمنح الشركات مرونة مالية وتسويقية، وتزيد من تنافسية السوق المصري أمام أسواق أخرى في المنطقة".
وأضاف، أن استمرار التعاون الفني والتجاري بين وزارة البترول والشركات الأجنبية، وعلى رأسها الشراكة مع "إيني" التي أدارت بنجاح تطوير حقل ظهر، يعد نموذجًا يُحتذى به في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.
الاكتفاء الذاتي ومركز إقليمي للطاقة
وأكد أن هذه التحركات تأتي في إطار رؤية الدولة للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والبترول، مشيرًا أن مصر تملك المقومات والبنية التحتية، من محطات الإسالة في إدكو ودمياط، إلى خطوط الربط الإقليمي مع الأردن وفلسطين وقبرص، وكل ذلك يدفعنا نحو موقع استراتيجي في منظومة الطاقة العالمية.