وصية البابا فرنسيس قبل وفاته.. طقوس مبسطة وجنازة استثنائية واستخدام تابوت خشبي

في خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من 300 عام، كان البابا فرنسيس قد أعرب في أواخر عام 2023 عن رغبته في أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري بوسط روما، بدلاً من الدفن التقليدي في سرداب كنيسة القديس بطرس.
وقد وافق الفاتيكان على هذه الوصية الشخصية، وأعلن عن اعتماد طقوس مبسّطة للجنازات البابوية، تشمل استخدام تابوت خشبي وزِنكي، بدلاً من التوابيت الثلاثة المتداخلة المعروفة المصنوعة من خشب السرو والرصاص والبلوط.
جنازة فرنسيس، التي تأتي متسقة مع أسلوب حياته المتواضع، عكست نهجه البابوي في كسر التقاليد الرسمية لصالح جوهر الرسالة المسيحية.
فقد أمضى 12 عامًا من حبريته مدافعًا عن العدالة الاجتماعية، البيئة، وحقوق المهاجرين، دون أن يتنازل عن ثوابت الكنيسة في قضايا الإجهاض أو عزوبة الكهنة، ما جعله يُنظر إليه كـ"بابا التوازنات الدقيقة" بين التجديد والحفاظ على الهوية الكاثوليكية.
إعلان رسمي من الفاتيكان
أعلن الفاتيكان، صباح الإثنين، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا. وقال كاردينال الفاتيكان، كيفن فاريل، في رسالة مصورة بثتها القناة الرسمية للفاتيكان: "أيها الإخوة والأخوات، بحزن عميق أعلن وفاة أبينا القديس فرنسيس. في تمام الساعة 7:35 صباحًا، عاد أسقف روما إلى بيت الآب".
أول بابا من أمريكا اللاتينية
ولد البابا فرنسيس باسم خورخي ماريو برجوليو في الأرجنتين، وكان أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يتولى الحبرية. منذ انتخابه في مارس 2013، قاد الكنيسة الكاثوليكية وسط تحديات كبرى، وكرّس جهوده لإصلاح المؤسسات الكنسية وتعزيز العدالة الاجتماعية والانفتاح على قضايا الفقراء والمهمّشين.
أزمة صحية طويلة
عانى فرنسيس في سنواته الأخيرة من تدهور في حالته الصحية، حيث تنقّل باستخدام الكرسي المتحرك والعكاز. وفي فبراير الماضي، نُقل إلى مستشفى "جياميلي" في روما نتيجة أزمة تنفسية تطورت إلى التهاب رئوي مزدوج، ما استدعى بقاءه بالمستشفى لمدة 38 يومًا، وهي أطول فترة دخول طبي خلال فترة حبريته.
بابوية مليئة بالتحولات
تميّزت حبريته التي استمرت 12 عامًا بجرأة في طرح الإصلاحات والانفتاح على القضايا المعاصرة. وبرز بشكل لافت في تقاربه مع العالم الإسلامي، وزيارته لدول عربية مثل الإمارات والعراق، كما واجه قضايا الفساد داخل الفاتيكان بسعي واضح للشفافية.