عاجل

ميلوني تنعى البابا فرنسيس: «ترك إرثًا أخلاقيًا وإنسانيًا خالدًا»

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الاثنين، عن بالغ حزنها إثر وفاة قداسة البابا فرنسيس، مؤكدة في بيان رسمي أن "هذا النبأ أحزننا بشدة". وأضافت أنها كانت "محظوظة بفرصة التعرّف عليه والتمتع بصداقته".

دعوة لتغيير المسار

وفي نعيها، استذكرت ميلوني إحدى رسائل البابا الأخيرة إلى العالم، مشيرة إلى أنه دعا مجددًا إلى "التحلي بالشجاعة لتغيير الاتجاه، وسلوك طريق لا يدمّر بل يصلح، ويحمي، ويرعى". وأكدت أن هذه الكلمات تظل حاضرة كدعوة أخلاقية وإنسانية يتردد صداها حتى بعد رحيله.

وداع مع الرجاء

تابعت ميلوني: "نودّع الأب الأقدس وقلوبنا ممتلئة بالحزن، لكننا نعلم أنه الآن في سلام الرب". وختمت بالقول إن "تعاليمه وإرثه لن يُنسى، بل سيبقى حيًا في ضمائر المؤمنين والإنسانيين على حد سواء".

يُذكر أن البابا فرنسيس، الذي توفي صباح اليوم عن عمر ناهز 88 عامًا، أقام خلال سنوات حبريته علاقات متينة مع قادة إيطاليا، وكان يُنظر إليه كشخصية روحية وأخلاقية ذات تأثير واسع يتجاوز حدود الفاتيكان. وشهدت علاقته برئيسة الوزراء ميلوني تقاطعات سياسية وأخلاقية، خاصة في القضايا المتعلقة بالهجرة والسلام والعدالة الاجتماعية، حيث كثيرًا ما التقيا وتبادلا الرسائل والدعم في المناسبات الوطنية والدينية.

مسيرة إصلاح استثنائية

وُلد البابا فرنسيس باسم خورخي ماريو برغوليو في الأرجنتين، ليصبح أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول يسوعي يتولى الكرسي الرسولي. ومنذ انتخابه في مارس 2013، قاد الكنيسة الكاثوليكية في لحظة مفصلية، عكف خلالها على إصلاح المؤسسات الكنسية، والتقرب من الفقراء، والدعوة للعدالة الاجتماعية والانفتاح على قضايا العالم المعاصر.

معاناة صحية متصاعدة

في سنواته الأخيرة، عانى البابا فرنسيس من مشكلات صحية مزمنة، واضطر لاستخدام الكرسي المتحرك والعكاز بسبب تراجع حالته الجسدية. وفي فبراير الماضي، أُدخل إلى مستشفى "جياميلي" في روما إثر أزمة تنفسية حادة، تحولت لاحقًا إلى التهاب رئوي مزدوج، استدعى بقاءه في المستشفى 38 يومًا، وهي أطول فترة علاج له منذ توليه المنصب.

شخصية مثيرة للجدل والإعجاب

امتازت بابويته بخطاب إصلاحي جريء، ومواقف شجاعة تجاه القضايا الأخلاقية والاجتماعية والبيئية. زار دولًا إسلامية للمرة الأولى في التاريخ البابوي، مثل الإمارات والعراق، وعمل على بناء جسور للحوار بين الأديان. كما اتخذ مواقف واضحة من الفساد داخل الكنيسة، ما أكسبه احترامًا واسعًا، مع إثارة بعض الجدل في أوساط المحافظين.

تم نسخ الرابط