10 وصايا لحياة روحية وإنسانية متجددة من إلهام البابا فرنسيس

قدم البابا فرنسيس، رئيس الكنيسة الكاثوليكية، قبل وفاته وبالتحديد في عام 2014، عشر وصايا مستوحاة من الكتاب المقدس وتجربته الروحية والاجتماعية، وواقع الحياة المعاصرة، هذه الوصايا، تعكس تواضع البابا واهتمامه العميق بالإنسان وسعادته.
وتهدف هذه التوجيهات إلى دعم المؤمنين، أفرادًا وجماعات، في رحلتهم الروحية، خصوصًا في ظل التغيرات السريعة والحداثة المتسارعة.
ويستعرض لكم “نيوز رووم” العشر وصايا بجانب أبعادها النفسية والاجتماعية والروحية، بما يتناسب مع متطلبات الحياة المعاصرة:
1- لا تثرثروا
الثرثرة: سلوك سلبي يعكس اضطرابات داخلية أو فراغًا نفسيًا. ويُعد من أبرز مسببات تفشي الإشاعات وانتهاك الخصوصية. فبحسب الكتاب المقدس:
"لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ" (أف 4: 29)،
و"لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير" (مت 5: 37).
دعوة البابا هنا دعوة للإصغاء، لا للثرثرة، وللكلام الهادف لا الجارح.
2- أنهوا الأكل من صحونكم
الوصية تحث على الامتنان لنعم الله واحترام الطعام، فإهداره إسراف وظلم لغير القادرين.
"فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ... فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللهِ" (1كور 10: 31).
هي دعوة لحياة بسيطة، مسؤولة، تشكر النعمة وتشاركها مع من لا يملكها.
3- خصصوا وقتًا للآخرين
الاهتمام بالآخرين يبدأ بالإنصات والتفاعل الإنساني الصادق. الحوار الحقيقي يخلق روابط متينة ويمنح الشعور بالانتماء.
"لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ" (جم 3: 1).
قضاء الوقت مع الناس ليس ترفًا بل احتياجًا إنسانيًا وأخلاقيًا.
4- اختاروا المشتريات الأكثر تواضعًا
الزهد لا يعني الفقر، بل الحكمة في الإنفاق وتجنب الاستهلاك المفرط.
"مَنْ أَرَادَ أَنْ يُحِبَّ الْحَيَاةَ... فَلْيُعْرِضْ عَنِ الشَّرِّ وَيَصْنَعِ الْخَيْرَ" (1بط 3: 10–12).
هي وصية ضد الاستهلاك المادي المفرط، دعوة للبساطة والاعتدال.
5- قابلوا الفقراء وجهًا لوجه
المحبة الحقيقية تبدأ باللقاء. ليس التبرع وحده كافيًا، بل المطلوب هو الإصغاء والمشاركة الإنسانية.
"مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ" (أم 19: 17).
الفقراء لا يحتاجون إلى المال فقط، بل إلى الاحترام، الاعتراف، والوقت.
6 -كفّوا عن الحكم على الآخرين
الحكم على الآخرين يولد الانقسام والكراهية. علينا أن نمارس الرحمة بدل النقد.
"لَا تَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا" (مت 7: 1).
دعوة البابا صريحة: فلننظر إلى ذواتنا قبل أن نحكم على غيرنا.
7-صادقوا من يخالفكم الرأي
الاختلاف لا يفسد المحبة. الحوار مع من يختلفون معنا يوسع آفاقنا ويعزز التسامح.
"لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ" (كو 4: 6).
الرأي المختلف فرصة للتعلّم لا تهديد.
8- لا تخافوا من الالتزام إلى الأبد
الالتزام الحقيقي يتطلب الشجاعة والنية الصافية. العالم الحديث يشجع على المؤقت، لكن العلاقات الحقيقية تحتاج إلى الثبات.
"وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ" (1 تس 5: 23).
ثقافة "إلى الأبد" ليست عبئًا، بل استقرار روحي وعاطفي.
9-تعودوا على أن تسألوا الرب
الصلاة ليست فقط طلبًا، بل علاقة حيّة مع الله.
"صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ" (1 تس 5: 17).
هي تذكير دائم بأن الله حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية.
10- كونوا سعداء
السعادة ليست هدفًا خارجيًا، بل ثمرة روحية تنبع من الإيمان والرضا.
"وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ..." (غل 5: 22).
دعوة البابا للفرح هي نداء للحياة بعيون روحية، تنظر للحياة كتجربة نعمة.