الدخان يحسم التصويت.. آلية انتخاب البابا الجديد في تقليد صارم بالفاتيكان

يخضع اختيار بابا جديد للفاتيكان لإجراءات دقيقة تحكمها تقاليد كنسية راسخة، فبموجب القواعد المعمول بها، يجتمع مجمع الكرادلة في كنيسة سيستين، ويقتصر التصويت على الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، وذلك في اقتراع سري لاختيار خليفة للبابا الراحل.
ويتطلب انتخاب البابا حصول أحد المرشحين على أغلبية الثلثين من أصوات الناخبين.
وفي حال تعذر التوصل إلى هذه النسبة، تُجرى جولات اقتراع متتالية حتى يحظى أحد الأسماء بالتأييد المطلوب.
وتُستخدم إشارات الدخان الصاعد من مدخنة كنيسة سيستين للإعلان عن نتيجة كل جولة: إذ يدل الدخان الأسود على فشل التصويت، فيما يشير الدخان الأبيض إلى التوافق على انتخاب بابا جديد، ليخرج لاحقًا إلى شرفة كاتدرائية القديس بطرس ويمنح البركة الأولى بصفته أسقفًا لروما.
الفاتيكان يعلن وفاة البابا فرنسيس
أعلن الفاتيكان، صباح الإثنين، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، وذلك في بيان رسمي تلاه الكاردينال كيفن فاريل، الذي قال: "أيها الإخوة والأخوات، بحزن عميق أعلن وفاة أبينا القديس فرنسيس. في تمام الساعة 7:35 صباحًا، عاد أسقف روما إلى بيت الآب". وقد بثت الرسالة المصورة عبر القناة الرسمية للفاتيكان.
أول بابا من أمريكا اللاتينية
وُلد البابا الراحل باسم خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس، الأرجنتين، وكان أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يتولى السدة البابوية. ومنذ انتخابه في مارس 2013، قاد الكنيسة الكاثوليكية وسط تحديات متصاعدة، متبنّياً أجندة إصلاحية ركزت على تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد داخل المؤسسة الكنسية.
تدهور صحي وأزمة طبية حادة
في السنوات الأخيرة من حياته، واجه فرنسيس تراجعًا ملحوظًا في حالته الصحية، حيث اعتمد على الكرسي المتحرك والعكاز في تنقلاته اليومية. وفي فبراير الماضي، أدخل إلى مستشفى "جياميلي" في العاصمة الإيطالية روما بعد تعرضه لأزمة تنفسية حادة تطورت إلى التهاب رئوي مزدوج، مما استدعى خضوعه لفترة علاج امتدت لـ38 يومًا، هي الأطول له منذ توليه المنصب البابوي.
نهج منفتح وزيارات تاريخية
تميّزت حبريته بانفتاح غير مسبوق على القضايا الاجتماعية والإنسانية، كما تبنّى خطابًا إصلاحيًا جريئًا، شمل دعم الفئات المهمشة والتقارب بين الأديان. وكان من أبرز محطاته زياراته إلى دول عربية مثل الإمارات والعراق، إضافة إلى مواقفه المؤثرة في ملفات اللجوء والمناخ والعدالة الاجتماعية، وهو ما جعل منه شخصية مثيرة للاهتمام والتقدير على المستويين الديني والدولي.