عاجل

أول بابا من خارج أوروبا منذ قرون.. فرنسيس أول يسوعي على رأس الكنيسة

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان

أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس، عن عمر يناهز 88 عاما وذلك بعد صراع مع المرض.

وشهدت الكنيسة الكاثوليكية في العام 2013 لحظة تاريخية بتولي خورخي ماريو برجوليو، الكاردينال الأرجنتيني، كرسي البابوية ليصبح البابا فرنسيس، أول بابا غير أوروبي منذ أكثر من 1200 عام، وأول بابا من القارة الأميركية والجنوب العالمي.

أول يسوعي على رأس الكنيسة

لم يكن انتماء البابا فرنسيس الجغرافي وحده لافتًا، بل أيضًا خلفيته الدينية؛ إذ يعد أول بابا من الرهبنة اليسوعية، وهي جماعة لطالما نظرت إليها دوائر الفاتيكان التاريخية بنوع من التحفظ. وبالرغم من خلفيته الإصلاحية، حافظ فرنسيس على شعبيته لدى قطاعات واسعة من المحافظين داخل الكنيسة.

خلال ولايته البابوية، عمل فرنسيس على إدخال إصلاحات مؤسسية ومالية في الفاتيكان، مع الدفع باتجاه رؤية أكثر شمولًا وعدالة اجتماعية. دعا إلى حماية البيئة، وتعاطف مع قضايا اللاجئين، وشجع على تقارب الأديان، كل ذلك في إطار يحافظ على المبادئ الأساسية للعقيدة الكاثوليكية.

حالة غير مسبوقة في تاريخ الفاتيكان الحديث

كان توليه المنصب في أعقاب استقالة البابا بنديكتوس السادس عشر، الذي أصبح أول بابا يتنحى طوعًا منذ نحو 600 عام، حدثًا استثنائيًا أوجد ولأول مرة في العصر الحديث واقعًا غير معتاد بوجود بابوين داخل أسوار الفاتيكان.

كاردينال متواضع

ولد البابا فرنسيس في الأرجنتين عام 1936، ومنذ رسامته أسقفًا ثم كاردينالًا، عُرف بحياة الزهد والبساطة. ورغم كبر سنه عند انتخابه (كان في السبعينات من عمره)، أظهر نشاطًا دبلوماسيًا لافتًا، وزار العديد من الدول حاملاً رسائل سلام وتضامن.

رغم التحديات والانتقادات التي واجهها، يظل البابا فرنسيس شخصية محورية في تاريخ الكنيسة المعاصر، فقد أعاد رسم صورة البابوية كمنبر أخلاقي عالمي يهتم بالفقراء والمهمشين وقضايا البيئة، بعيدًا عن البذخ والتقاليد الجامدة.

شكّل حضوره مصدر إلهام لملايين الكاثوليك وغير الكاثوليك حول العالم، وأعاد الكنيسة إلى دائرة الحوار الدولي بشأن العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان. ومن المرجح أن يظل إرثه حاضرًا في اختيارات البابوات القادمين، وفي توجهات الفاتيكان المستقبلية.

تم نسخ الرابط