الهدوء خدعة لتعزيز المواقع الروسية .. كييف تكشف سر خرق موسكو لهدنة عيد الفصح

اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بخرق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الكرملين مؤقتًا خلال عطلة عيد الفصح الأرثوذكسي، مشيرة إلى أن القوات الروسية استغلت الهدنة لتعزيز مواقعها العسكرية في منطقة سومي شمال شرقي البلاد.
نقل معدات ثقيلة إلى خطوط التماس
وقالت وحدات من الجيش الأوكراني لشبكة «سي إن إن»، إن إطلاق النار الروسي لم يتوقف فعليًا، رغم الإعلان الرسمي عن التهدئة، مشيرة إلى أن موسكو استخدمت الهدوء النسبي لنقل معدات ثقيلة إلى خطوط التماس، بما في ذلك مناطق حيوية تعيقها الألغام والعبوات الناسفة.
وفي تصريحاته، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تشكيكه في نوايا نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واتهمه بـ"استغلال المناسبة لأغراض إعلامية فقط"، في وقت دعت فيه كييف إلى تمديد الهدنة كخطوة أولية نحو خفض التصعيد، دون تجاوب من موسكو.
وكان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قد أكد لوكالة «تاس» الروسية، أن وقف إطلاق النار المؤقت سينتهي في موعده المحدد، نافياً صدور أي تعليمات رئاسية لتمديده.
تبادل للاتهامات وتكتيك ميداني
ورغم ما وصفته كييف بـ«الهدوء النسبي» خلال الليل، أفادت تقارير أوكرانية بعودة وتيرة الهجمات الروسية صباح الأحد، فيما اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بأنها هي من خرقت وقف إطلاق النار عبر قصف مواقع روسية باستخدام راجمات صواريخ أميركية من طراز «هيمارس».
وفي سياق ميداني متصل، أعلن الجيش الروسي عن طرد وحدات أوكرانية من موقع عسكري في منطقة كورسك جنوب غربي روسيا، وهو ما اعتبرته كييف خطوة استعراضية لتعزيز موقف موسكو قبيل انتهاء التهدئة.
خلفيات دبلوماسية ومأزق تفاوضي
تأتي هذه التطورات في ظل تعثر جهود الوساطة الدولية، فقد سبق أن رفضت موسكو اقتراحًا أمريكيًا بوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا وافقت عليه أوكرانيا، بينما صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه «يأمل» في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، دون أن يوضح طبيعة هذا الاتفاق.
وتعكس المواقف المتباينة للطرفين ومناورات الميدان هشاشة أي مسار تفاوضي محتمل، وسط استمرار التراشق الدبلوماسي والاتهامات المتبادلة بخرق التفاهمات الإنسانية المؤقتة.
انعكاسات محتملة على فرص التهدئة
يرى مراقبون أن الخروقات المتكررة لوقف إطلاق النار، سواء من الجانب الروسي أو الأوكراني، تقوض فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية مستدامة، وتؤكد هشاشة أي تفاهمات إنسانية في غياب ضمانات دولية فعالة، كما تعكس هذه التطورات استمرار اعتماد موسكو على تكتيكات ميدانية لفرض واقع جديد على الأرض قبل أي مفاوضات مستقبلية، بينما تسعى كييف إلى توثيق الانتهاكات لتأليب الرأي العام العالمي وتعزيز مطالبها بتوسيع نطاق الدعم الغربي العسكري والدبلوماسي، وفي ظل غياب أي اختراق سياسي ملموس، تبقى مؤشرات التهدئة مؤقتة وعرضة للانهيار مع تصاعد العمليات القتالية من جديد.