مسؤولون أمريكيون نشروا وثائق حساسة على «جوجل درايف» عن طريق الخطأ

كشف تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»، وأكده موقع «أكسيوس»، أن مسؤولين فيدراليين أمريكيين قاموا عن طريق الخطأ برفع وثائق حكومية حساسة على منصة "جوجل درايف" خلال الفترة الانتقالية بين إدارة الرئيس السابق جو بايدن وإدارة دونالد ترامب الثانية.
ووفقًا لمصدر مطّلع على التحقيق، فإن الوثائق المرفوعة لم تكن مصنّفة ضمن المعلومات السرية من حيث التعريف القانوني، لكنها احتوت على معلومات "غير سرية لكنها خاضعة للرقابة"، وكانت متاحة لجميع موظفي إدارة الخدمات العامة (GSA) بسبب خطأ في إعدادات المشاركة.
محتويات حساسة
من بين الوثائق التي تم رفعها، كانت هناك مخططات هندسية للبيت الأبيض، وتفاصيل فنية حول "باب مقاوم للانفجارات" في مركز الزوار، إلى جانب معلومات مصرفية تعود إلى أحد المتعاقدين الذين ساعدوا إدارة ترامب في إحدى الفعاليات.
تقرير واشنطن بوست أشار إلى أن 9 من أصل 15 ملفًا ضمن المجلد كانت موسومة بتصنيف "CUI"، أي "معلومات غير سرية خاضعة للرقابة"، وهو تصنيف يُستخدم لحماية معلومات تعتبر حساسة لكنها لا تستوفي شروط التصنيف الأمني السري.
تحقيق داخلي وتحفظات أمنية
التحقيق في الواقعة جاء ضمن مراجعة داخلية يُجريها مكتب المفتش العام التابع لإدارة الخدمات العامة. وبينما استبعد المصدر احتمال احتواء الملفات على معلومات أمن قومي سرية، فإنه أشار إلى أن هذا الاحتمال "لا يمكن نفيه تمامًا".
وحتى مساء الأحد، لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض أو من إدارة بايدن أو GSA حول الحادثة.
الحادثة تسلط الضوء مجددًا على قضايا سوء التعامل مع المعلومات الحكومية الحساسة في الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
ففي العام الماضي، وجدت لجنة خاصة أن الرئيس جو بايدن احتفظ بوثائق سرية في منزله بولاية ديلاوير، لكن لم تُوجَّه إليه تهم جنائية.
في المقابل، واجه الرئيس ترامب اتهامات جنائية بسبب احتفاظه بوثائق مصنفة في مقر إقامته بمار إيه لاجو، إلا أن قاضية اتحادية أسقطت القضية لاحقًا مستندة إلى خلل قانوني في تعيين المدعي الخاص جاك سميث.
ضعف الحوكمة الرقمية
تعكس هذه الواقعة تحديات متنامية تواجهها المؤسسات الحكومية في التعامل مع البيانات الحساسة ضمن بيئة العمل الرقمية، فمع الاعتماد المتزايد على أدوات التخزين السحابي مثل "جوجل درايف"، تزداد مخاطر تسرب المعلومات نتيجة لأخطاء بشرية أو ضعف في سياسات الأمان السيبراني.