نائب ترامب يصل دلهي لإجراء محادثات حول تسريع اتفاقية التجارة الثنائية

وصل نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى الهند لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودي، بشأن اتفاقية تجارية ثنائية، في ظل تصاعد حرب الرسوم الجمركية الأمريكية مع الصين وتوتر التحالفات الاقتصادية العالمية للولايات المتحدة.
ووصل فانس، برفقة زوجته الثانية، أوشا فانس، وأطفالهما الثلاثة، إيوان وفيفيك وميرابيل، إلى دلهي اليوم الإثنين في زيارة تستغرق أربعة أيام، تجمع بين المفاوضات رفيعة المستوى وجولة سياحية عائلية، وكان في استقبال عائلة فانس في المطار وزير السكك الحديدية أشويني فايشناو، ووقفوا تحت مظلة حمراء حجبتهم عن أشعة الشمس الحارقة، بينما أدى الجنود التحية العسكرية، وعزفت فرقة موسيقية النشيد الوطني الأمريكي.
الأولويات الاقتصادية والجيوسياسية المشتركة
ووصف البيت الأبيض الزيارة بأنها تركز على "الأولويات الاقتصادية والجيوسياسية المشتركة"، بينما قالت الهند إن إقامة فانس "ستتيح فرصة للجانبين لمراجعة التقدم المحرز في العلاقات الثنائية".
وحسبما نشرت صحيفة "theguardian" ستركز المحادثات على تسريع توقيع اتفاقية تجارية في ظلّ هجمة واشنطن العالمية على الرسوم الجمركية، حتى في ظلّ تهديد احتجاجات المزارعين والتوترات بشأن الهجرة الأمريكية بإلقاء ظلالها على الزيارة.
رسوم ترامب الجمركية
وقد فرض دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 26% على الهند في 2 أبريل، على الرغم من علاقاته الجيدة مع رئيس الوزراء مودي، لكن دلهي لا تزال حذرة.
ولتفادي المزيد من التداعيات الاقتصادية، يبذل المسؤولون في العاصمة الهندية جهودًا مضاعفة لصياغة الشريحة الأولى من اتفاقية التجارة التي يأمل الجانبان إكمالها بحلول الخريف، وقد خفضت الهند بالفعل الرسوم الجمركية على بعض السلع الأمريكية، ومن المتوقع إجراء تخفيضات شاملة أخرى.
الشريك التجاري الأكبر
تُعدّ الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر للهند، حيث يتجاوز حجم التجارة الثنائية 190 مليار دولار (144 مليار جنيه إسترليني)، وقد تعززت هذه العلاقة بعد أن قام مودي بزيارة ودية إلى واشنطن عقب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وتعهد الزعيمان بمضاعفة التجارة الثنائية إلى أكثر من الضعف لتصل إلى 500 مليار دولار وهي "شراكة ضخمة"، كما وصفها مودي.
لكن ليس الجميع راضٍ، ودعا اتحاد المزارعين الهنود (AIKS)، أكبر وأقدم اتحاد للمزارعين في الهند، اليوم إلى احتجاجات وطنية احتجاجًا على اتفاقية التجارة الحرة، ويقول الاتحاد إن تحرير التجارة قد يُلحق ضررًا بالغًا بدخل المزارعين، لا سيما في قطاع الألبان.
ويزعم اتحاد AIKS، التابع للحزب الشيوعي الهندي، أن عدد أعضائه يتجاوز 16 مليون عضو، وقد اتهم وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، بـ"الإكراه" في مطالبته بإشراك قطاع الزراعة الهندي المدعوم بشدة في الاتفاقية.
في غضون ذلك، لا تزال ذكريات احتجاجات المزارعين واسعة النطاق في الفترة 2020-2021 حاضرة في أذهان حكومة مودي، والتي أجبرت على إلغاء قوانين زراعية مثيرة للجدل.
تعزيز العلاقات
وعلي صعيد آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، راندهير جايسوال، إن الحكومة "متفائلة للغاية" بأن زيارة فانس ستعزز العلاقات بشكل أكبر، ووعد بمناقشة "جميع القضايا ذات الصلة".
واتسمت فترة فانس كنائب للرئيس بسياسته الخارجية الحازمة، وتأتي زيارته للهند بعد زيارة تولسي غابارد، رئيسة الاستخبارات الأمريكية، إلى دلهي لدعم الرباعية، وهي مجموعة أمنية تضم الولايات المتحدة والهند واليابان وأستراليا، والتي تُعتبر ثقلًا موازنًا لنفوذ الصين المتنامي.