عاجل

ظهور نتنياهو في حفل خطوبة ابنه يفاقم التوترات الداخلية في إسرائيل

نتنياهو في حفل حناء
نتنياهو في حفل حناء نجله

في مشهد أثار موجة استياء واسعة بين الأوساط الإسرائيلية، شارك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزوجته سارة، في حفل الحناء التقليدي الذي أُقيم مساء الأحد، احتفالاً بخطبة نجلهما أفنير، وذلك رغم تصاعد حدة الاحتجاجات في إسرائيل والمطالبات بوقف الحرب على غزة والتوصل إلى صفقة شاملة لإعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس.

استفزاز نتنياهو 

وجاء ظهور نتنياهو في الحفل رغم إعلان مكتبه، في وقت سابق، عن إلغاء مشاركته بسبب مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين خلال اشتباكات وقعت في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة. إلا أن مقاطع مصورة تم تداولها عبر منصات التواصل الاجتماعي، أظهرت رئيس الوزراء برفقة زوجته وابنه أفنير وخطيبته، وهما يشاركان في طقوس الحناء وسط أجواء احتفالية.

وأثار هذا التناقض بين البيان الرسمي والمشهد الواقعي ردود فعل غاضبة في الشارع الإسرائيلي، حيث اعتبر كثيرون أن حضور نتنياهو للحفل، بمثابة استفزاز لمشاعر العائلات التي فقدت أبناءها في المعارك الجارية، وتجاهل واضح لحالة الغليان الشعبي والمظاهرات التي تخرج يوميًا في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى تُنهي معاناة عائلات الجنود الأسرى.

الفجوة الأخلاقية

وانتقد نشطاء ومعارضون سياسيون على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفوه بـ"الفجوة الأخلاقية" بين قيادة البلاد والشعب، مشيرين إلى أن تصرف نتنياهو يعكس حالة من الانفصال عن الواقع، في ظل أزمة سياسية وعسكرية متفاقمة تهدد الاستقرار الداخلي.

وتزامن ذلك مع تزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من أهالي الأسرى، الذين يطالبون بإعطاء الأولوية القصوى لإتمام صفقة تبادل مع حماس تفضي إلى عودة الجنود والمدنيين المحتجزين في غزة، في مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب من القطاع.

نجل نتنياهو

يذكر أن أفنير نتنياهو، الابن الأصغر لبنيامين وسارة نتنياهو، كان قد أعلن خطبته مؤخرًا، فيما نُظّم حفل الحناء ضمن تقاليد يهودية ومغربية الأصل تحظى بشعبية في بعض الأوساط الإسرائيلية، ويُعد تمهيدًا لحفل الزفاف المرتقب.

جدل إسرائيلي

وفيما يرى خصوم نتنياهو أن مشاركته في الحفل تمثل استخفافًا بمعاناة العائلات الإسرائيلية، وتناقضًا صارخًا مع الحالة الأمنية والعسكرية التي تعيشها البلاد، دافع مقربون منه عن ظهوره، معتبرين أنه "حدث عائلي لا يمكن تأجيله"، وأن الحفل أُقيم في نطاق محدود وخصوصي، بعيدًا عن الإعلام والرأي العام، إلا أن الصور ومقاطع الفيديو التي تسربت من الحفل أظهرت أجواء احتفالية واضحة ووجود عدد كبير من المدعوين، ما اعتبره مراقبون دليلاً على أن نتنياهو أراد توجيه رسالة مفادها أنه ما زال يُسيطر على المشهد، وغير متأثر بالضغوط الشعبية المتزايدة.

عرقلة الوساطة

ويأتي ذلك في ظل دعوات من عائلات الجنود الأسرى لمواصلة التصعيد الشعبي ضد الحكومة، واتهامات مباشرة لنتنياهو بأنه يُعرقل جهود الوساطة لإتمام صفقة تبادل مع حركة حماس، من أجل مصالحه السياسية الخاصة، وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الداخلية لحزب "الليكود"، واحتمال تشكيل لجنة تحقيق بشأن الإخفاقات الأمنية.

من جهتها، لم تُصدر الحكومة أي توضيحات إضافية بشأن التناقض بين بيان مكتب رئيس الوزراء الذي أعلن عن إلغاء مشاركته في الحفل، وبين ظهوره الفعلي في الحدث، وهو ما زاد من حدة الانتقادات الموجهة إليه، خصوصًا من داخل معسكر اليمين الإسرائيلي.

تم نسخ الرابط