رمز الطغيان والفساد.. حرق دمى "الأنبي" بشوارع الإسماعيلية احتفالا بشم النسيم

شهدت محافظة الإسماعيلية مساء الأحد، احتفالات أهالي المحافظة بليلة شم النسيم كعادة كل عام وحرق الأنبي في شوارعها.
وتمكنت الأجهزة الأمنية بالمحافظة والحماية المدنية من اخماد الحرائق، ومنع حرائق أخرى، وتم ضبط المتسببين في الأمر.
طقوس مختلفة
وكان قد أعتاد الإسمعلاوية إقامة احتفالات شم النسيم منذ 100 عام، بطريقة مبهجة وطقوس مختلفة منها حرق الدمى التي ترمز للأنبي وهو رمز الفساد والظلم.
تعود عادة حرق الأنبي في محافظات القناة ، بعد صدور قرار بعزل اللورد إدموند ألنبي وإحالته للتقاعد. ومغادرته مصر عن طريق ميناء بورسعيد في 25 من يونيو عام 1925.
وكان أهالي بورسعيد ينتظرون وداعه بطريقة تليق بقائد ظالم، بعد فشل سياسته القمعية وبطشه بالمصريين، وأقاموا له محاكمة شعبية تعبر عن مدى كراهيتهم له، لذا أعدوا له دمية كبيرة من القش على هيئته، وقاموا بإحراقها وبذلك تحول جبروته إلى رماد تذروه الرياح.
قصة اللورد ألنبي
تعود تلك الكراهية تجاه اللورد اللنبي، عندما أراد أهالي بورسعيد وداع سعد باشا زغلول ورفاقه إسماعيل صدقي ومحمد محمود وحمد الباسل، بعد إلقاء القبض عليهم من قبل السلطات البريطانية ونفيهم إلى جزيرة مالطة، على ظهر الباخرة "كالودنيا" من ميناء بورسعيد في التاسع من مارس عام 1919.
وتم منع أهالي مدن القناة وخاصة بورسعيد من الوصول إلى ميناء بورسعيد، فقام بعمل كردون أمني من جنود الاحتلال البريطاني بشارع محمد علي، ليفصل بورسعيد إلى نصفين قرية العرب بالغرب وحي الإفرنج بالشرق. وكلما حاول المصريون اختراق هذا الحصار كانت عصى القوات البريطانية تمنعهم من التسلل. مما اضطر الأهالي إلى الرد عليهم بإلقاء الزجاجات الفارغة والحجارة تجاههم معلنين سخطهم على منعهم من وداع زعيم الأمة وصحبه.
خرجت المظاهرات في بورسعيد التي تطالب بالاستقلال في ثورة 1919، وتحديدا في يوم الجمعة الموافق 21 من مارس 1919 ، وتجمع المصلين من المسجد التوفيقي مع جموع المصلين من المسجد العباسي، والتقوا مع جموع الأقباط الأرثوذكس القادمين من كنيسة السيدة العذراء ليلتقوا في نقطة واحدة عبر شارع محمد علي. وتصدى لهم الحكمدار الإنجليزي وجنوده، إلا أنهم لم يذعنوا لأوامره بالتفرق، وأمر جنوده بإطلاق النار على جموع المتظاهرين فسقط منهم سبعة شهداء وجرح المئات. ومنذ تلك اللحظة أعلن أهالي بورسعيد كراهيتهم للورد "ألنبي" وأصبحوا يناصبونه العداء، واعتبروه رمزا من رموز الطغيان.