انهيار هدنة عيد القيامة.. كييف تتهم موسكو بـ2935 انتهاكًا

في مشهد يعكس هشاشة محاولات التهدئة وسط الحرب المستمرة، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الروسية خرقت هدنة عيد القيامة التي أعلنتها موسكو، مشيرًا إلى رصد 2,935 انتهاكًا خلال فترة وقف إطلاق النار، والتي امتدت لـ30 ساعة فقط.
بحسب “ القاهرة الإخبارية”، قال زيلينسكي، في بيان نُشر عبر قناته الرسمية في تطبيق “تيليجرام”، إن بلاده التزمت بأقصى درجات ضبط النفس خلال الهدنة، مضيفًا: “سنرد على الصمت بالصمت، وسنصدّ الضربات حين نتعرّض لها، طبيعة ردّنا ستظل دفاعية بحتة”.
انتهاء هدنة بوتين
الهدنة، التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء السبت الماضي خلال اجتماعه برئيس هيئة الأركان العامة فاليري جيراسيموف، دخلت حيّز التنفيذ يوم الجمعة 19 أبريل في الساعة السادسة مساءً بتوقيت موسكو، وانتهت في التاسعة من مساء الأحد 21 أبريل، دون أن تصدر أوامر بتمديدها.
وأكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، انتهاء العمل بالهدنة، قائلاً في تصريحات نقلتها وكالة “تاس”: “لم يصدر الرئيس أي تعليمات بتمديد وقف إطلاق النار، وبالتالي فإن الهدنة انتهت رسميًا الليلة”.
في المقابل، أثارت تصريحات زيلينسكي ردود فعل غاضبة في موسكو، فقد اعتبرت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، أن “أوكرانيا لم تلتزم أصلًا بالهدنة”، مشيرة إلى أن قوات كييف استهدفت منشآت مدنية، بينها البنية التحتية للطاقة، رغم التزام روسيا بعدم ضرب هذه المنشآت خلال فترة الهدنة.
تمديد وقف إطلاق النار
وأضافت زاخاروفا في بيان رسمي: “نحن لا نتحدث عن خروقات معزولة، بل عن نمط ممنهج من الانتهاكات التي تتعمد أوكرانيا ارتكابها حتى في لحظات السلام المؤقتة”.
الجدير بالذكر أن الخارجية الأمريكية كانت قد أعربت عن أملها في تمديد وقف إطلاق النار بما يفتح نافذة لحوار أوسع بين الطرفين، إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تصاعد التوتر مجددًا مع انتهاء الهدنة دون نتائج ملموسة، وغياب أي مؤشرات على استعداد الطرفين للعودة إلى طاولة المفاوضات في المدى القريب.
ويأتي هذا التوتر الجديد في ظل وضع إنساني متدهور على الجبهات الشرقية والجنوبية، حيث تستمر العمليات العسكرية بوتيرة عنيفة منذ أشهر، رغم النداءات الدولية المتكررة لخفض التصعيد وإفساح المجال أمام جهود السلام.