أول تعليق لنقابة الأطباء البيطريين بشأن واقعة الكلب «الهاسكي»

أكدت الدكتورة شيرين علي ذكي، وكيل نقابة الأطباء البيطريين، أن عضة الكلب لا تعني تلقائيًا إصابته بمرض السعار، مشيرة إلى أن هناك التباسًا شائعًا في فهم المرض لدى المواطنين، حيث يُربط تلقائيًا بين العقر والسعار، وهو أمر غير دقيق من الناحية العلمية والطبية.

وخلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مع خيري" الذي يقدمه الإعلامي خيري رمضان عبر قناة المحور الفضائية، أوضحت ذكي أن السعار مرض فيروسي خطير يصيب الجهاز العصبي المركزي للحيوانات، وتحديدًا الكلاب، لكن له أعراضًا محددة لا تُختصر فقط في السلوك العدواني أو العض.

تشوش الرؤية والتشنجات 

أشارت الدكتورة شيرين إلى أن أهم علامات السعار تظهر في المراحل المتأخرة، حيث يعاني الكلب من تشوش في الرؤية، فقدان الشهية للطعام والشراب، وتشنجات عنيفة. هذه الأعراض، بحسب وصفها، تنجم عن تأثير الفيروس على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى تغيّر واضح في سلوك الحيوان، وقد يبدو مشوشًا أو مضطربًا بشكل ملحوظ.

وأكدت أن الكلب المسعور لا يمكن علاجه، ما يجعل المرض قاتلًا بطبيعته، مشددة على ضرورة التعامل العلمي مع الحالات المشتبه بها، بعيدًا عن التسرع في اتخاذ قرارات الإعدام العشوائي.

الاحتجاز والمراقبة 

وأوضحت وكيلة نقابة الأطباء البيطريين أن أي كلب يُشتبه بإصابته بالسعار يجب احتجازه من قبل الجهات المختصة لمدة لا تقل عن 21 يومًا، وهي فترة كافية لمراقبة الأعراض والتأكد من إصابته فعليًا. وخلال هذه الفترة، يتم فحص الكلب سريريًا وسلوكيًا من قِبل فرق بيطرية متخصصة لتحديد مدى الخطر الذي يشكله.

وشددت على أن هذه الإجراءات ضرورية لضمان عدم إعدام كلاب سليمة بالخطأ، مؤكدة أن الحفاظ على حياة الحيوان يجب أن يكون في إطار القانون والضوابط البيطرية المعتمدة.

نعم للتطعيم والمكافحة العلمية

في سياق متصل، رفضت شيرين علي ذكي فكرة "قتل الكلاب" كوسيلة للتعامل مع شكاوى المواطنين من الكلاب الضالة، موضحة أن النقابة والجهات البيطرية تتعامل مع هذه الحالات من خلال برامج تطعيم جماعية ضد السعار، وليس من خلال الإعدام العشوائي.

وقالت:"كثرة الشكاوى من منطقة ما لا تعني قتل الكلاب، بل يجب العمل على تطعيمها وتنفيذ حملات توعية وتدخل بيطري متخصص"، مؤكدًا أن الدولة لديها برامج لمكافحة السعار تعتمد على التحصين المنتظم للكلاب، خاصة في المناطق التي تكثر فيها حالات التفاعل بين الإنسان والحيوان.

رفع الوعي المجتمعي

اختتمت وكيل نقابة الأطباء البيطريين، حديثها بالتأكيد على أن هناك حاجة ملحة لرفع الوعي المجتمعي حول كيفية التعامل مع الكلاب، مشيرة إلى أن الخوف من السعار مشروع، لكنه لا يبرر التصرفات الانفعالية أو الحكم بالإعدام على كل كلب يعض.

وشددت:"التشخيص السليم يتم من خلال الطب، مش السوشيال ميديا أو الذعر الجماعي.. لازم نفرّق بين الكلب المسعور والكلب المضطرب أو حتى الجائع."