"باربي" من الشقراء إلى التي تُشبهنا..ما هو تأثيرها على الأطفال؟

المحتويات
منذ زمن بعيد، والدمى تحتل مكانة خاصة في قلوب الأطفال، فهي ليست مجرد ألعاب صامتة، بل أصدقاء يرافقونهم في مغامراتهم، ومرايا صغيرة تعكس لهم العالم من حولهم، ومن بين كل الدمى، تظل باربي الأكثر شهرة وتأثيرًا، بما تحمله من رموز ودلالات تتجاوز شكلها الخارجي.

تأثير الدمى على الأطفال
في عام 2025، قامت طالبة جامعية تُدعى أميرة كامبي بإجراء دراسة لطيفة ومهمة في جامعة ولاية كاليفورنيا، لتكشف كيف ترى الفتيات الصغيرات دمية باربي السمراء، وهل فعلاً يمكن لدمية أن تؤثر في مشاعر طفلة تجاه نفسها؟ ركزت أميرة على نقطة حساسة جدًا: نظرة الفتيات لشعرهن الطبيعي عندما يلعبن بدمى تشبههن، حيث أجرت لقاءات مع فتيات صغيرات من خلفيات مختلفة، وطرحت عليهن أسئلة بسيطة ولكنها عميقة، مثل: "من الأجمل بين الدمى؟" و"من تشبه باربي الحقيقية؟"

النتائج جاءت محملة بالتأمل، صحيح أن الفتيات عبرن عن حبهن لشعرهن الطبيعي وشكلهن، لكن في الوقت نفسه، ظلّت صورة باربي الكلاسيكية الشقراء، ذات الشعر الطويل والناعم هي النموذج الأقرب إلى "الجمال الحقيقي" في أعينهن، هذه المفارقة تكشف أن التمثيل وحده لا يكفي، بل نحتاج إلى قصص وحملات تجعل كل دمية مصدر إلهام حقيقي، وليس مجرد شكل مختلف، وفق جامعة كاليفورنيا فوليرتون.
وبينما نتابع هذه التفاصيل الدقيقة حول تأثير باربي، من المفيد أن ننظر إلى الدمى بشكل أوسع، ماذا يحدث في داخل الطفل حين يمسك بدمية ويبدأ بالحديث معها أو تخيل قصة من خياله؟ الإجابة تأتينا من دراسة أخرى استخدمت أدوات دقيقة لمراقبة نشاط الدماغ عند الأطفال أثناء اللعب، المفاجأة كانت أن مناطق معينة في الدماغ، خاصة تلك المرتبطة بالتعاطف والمهارات الاجتماعية، تبدأ في التفاعل بمجرد أن ينخرط الطفل في اللعب.

اللعب بالدمى، إذًا، ليس مجرد تسلية أو تمضية وقت في المنزل، بل هو تمرين غير مباشر على فهم المشاعر، ووضع النفس مكان الآخر، والتواصل مع العالم بطريقة آمنة وبريئة، هذا النوع من اللعب يساعد الطفل على التعبير، والتعامل مع المواقف اليومية، وتكوين علاقات صحية لاحقًا في حياته، حسب دراسة منشورة في Business wire