أحزاب: تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينين استمرار لمسلسل الغطرسة الأمريكية

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، غضبا شديدا في الوسط السياسي والحزبي المصري.
وأعربت الأحزاب المصرية عن رفضها القاطع لتلك التصريحات، معتبرة إياها "تصفية للقضية الفلسطينية".
محاولات فاشلة
رئيس حزب الإصلاح والنهضة، هشام عبد العزيز، أدان التصريحات الصادرة خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي أمس، مؤكدا أنها تتناقض بشكل واضح مع قرارات الشرعية الدولية، وتُعد استمراراً لنهج الانحياز الكامل لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية الثابتة.
وكان ترامب قد أعلن أن الولايات المتحدة "ستتولي السيطرة على قطاع غزة وتمتلكه"، مؤكدا إصراره علي تنفيذ مقترحه بتهجير الفلسطينيين منه.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال المؤتمر الصحفي مع ترامب، بالتصريحات قائلا إن ترامب هو "أعظم صديق لإسرائيل".
وأضاف رئيس حزب الإصلاح والنهضة، في بيان، أن هذه المحاولات لن تحقق أهدافها، لأن القضية الفلسطينية ليست قابلة للمساومة، والشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حلول تنتقص من حقوقه التاريخية، خاصة حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى أن مصر ترفض أي محاولات لفرض واقع جديد يتجاوز أسس عملية السلام، مشدداً على أن الأمن والاستقرار في المنطقة لن يتحققا إلا عبر حل عادل وشامل، يضمن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ويمنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة.
وأشاد هشام عبد العزيز ببيان الخارجية السعودية، الذي أبدى رفضه لتصريحات ترامب، وتأكيده للموقف المصري الرافض لكل أشكال تصفية القضية الفلسطينية.
عواقب وخيمة
من جانبها، أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن التصريحات الصادمة بشأن نية الولايات المتحدة امتلاك قطاع غزة وإدارته، تكشف بوضوح "الوجه الحقيقي للمخططات الأمريكية التي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة، وتدفعها نحو المجهول، لا لصناعة السلام كما يدعي ترامب".
وأوضحت مديح أن هذه التصريحات ليست سوى استمرار لمسلسل الغطرسة الأمريكية التي تنحاز بشكل كامل ودائم لإسرائيل، على حساب الحقوق العربية المشروعة.
ولفتت إلى أن ترامب لم يكن الأول في هذا النهج، بل سبقه الرئيس السابق جو بايدن الذي أعلن بوضوح دعمه المطلق لإسرائيل بقوله "أنا صهيوني"، لكن الجديد أن ترامب جاء بما لا يستطع أن يفكر فيه غيره، لعواقبه الوخيمة على المنطقة والقضايا العربية الي تأتي فلسطين في مقدمة أولوياتها.
جرائم تهجير قسري
ولفتت جيهان مديح إلى أن "التوجه الترامبي" يؤكد أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تتبنى سياسة واضحة قائمة على تمكين الاحتلال الإسرائيلي من التوسع، حتى لو كان ذلك عبر جرائم تهجير قسري للفلسطينيين أو فرض واقع استعماري جديد بالقوة، لتنفيذ مخططات إعادة تشكيل المنطقة.
الحل الحقيقي
في السياق، استنكرالدكتور مجدي مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر رئيس المكتب التنفيذي للحزب، تصريحات تهجير الشعب الفلسطيني، واصفا ذلك أنه "بلطجة أمريكية في المنطقة".
ونوه مرشد، في بيان، أن الحل الحقيقي لما يحدث في قطاع غزة لا يكمن في ترحيل السكان، بل في إنهاء الاحتلال وضمان حقوق الفلسطينيين وفقًا للقانون الدولي، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، منتقدا تخاذل المجتمع الدولي وصمته على هذه "البلطجة" ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر، أن مصر ستواصل التصدي بكل قوة لهذه المخططات للحفاظ على الامن القومي المصري والعربي.