مجلس حكماء المسلمين يدين الدعوات المتطرفة لتفجير المسجد الأقصى

أدان مجلس حكماء المسلمين، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بشدة الدعوات التحريضيَّة المتطرفة من منظمات استيطانية إسرائيليَّة، التي تدعو إلى تفجير المسجد الأقصى المبارك وقبَّة الصخرة.
وأكد رفضه القاطع لمثل هذه الدَّعوات المتطرفة، التي تمثل استفزازًا لمشاعر ما يقرب من 2 مليار مسلم حول العالم، وتمثِّل انتهاكًا صارخًا للقوانين والمواثيق الدولية.
كما أدان الانتهاكات بحق المسيحيين في القدس، بما في ذلك منع الوصول إلى الكنائس والاعتداءات الجسدية، داعيًا إلى ضرورة توفير الحماية الكافية للمقدسات الدينية ووقف الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، وإقرار حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
كان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف قد حذر من فيديو بتقنية الذكاء الاصطناعي يحاكي حرق المسجد الأقصى وتشييد الهيكل المزعوم.. ويدعو إلى تحرك دولي عاجل لحماية المقدسات.

وأعرب مرصد الأزهرعن بالغ قلقه واستنكاره الشديد إزاء مقطع فيديو تم نشره مؤخرًا على موقع "كيكار هشّبات" العبري، يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتصوير سيناريو كارثي يتضمن إحراق المسجد الأقصى المبارك وتشييد ما يسمى بـ "الهيكل" على أنقاضه.
ويرى المرصد أن هذا الفيديو، الذي حمل عنوانًا استفزازيًا "العام المقبل في القدس"، يمثل تحريضًا خطيرًا ومباشرًا على تدمير أحد أقدس المقدسات الإسلامية، ويكشف عن النوايا الخبيثة للجماعات الصـ-هـ-يونية المتطرفة المدعومة بسياسات اليمين المتطرف.
كما يشير المرصد إلى أن هذه الجرأة المتصاعدة، التي تتجسد في مثل هذه الأعمال التحريضية وفي الاقتحامات المتزايدة للمسجد الأقصى، تأتي في أعقاب انتهاء عيد الفصح اليهودي، وقد شهد هذا العيد تسجيل رقم قياسي غير مسبوق في عدد المستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى، حيث بلغ عددهم 6315 مقتحمًا، وهو ما يمثل زيادة قدرها 37% مقارنة بالعام الماضي 2024.
ويؤكد المرصد على أن نشر مثل هذا الفيديو في هذا التوقيت الحساس ليس مجرد عمل عبثي أو فردي، بل يعكس تصورات كارثية يسعى الاحتلال لتطبيقها على أرض الواقع، وربما يكون العام المقبل 2026 هدفًا لتنفيذ هذه المخططات الإجرامية، كما يمثل هذا الفيديو انعكاسًا واضحًا لنوايا منظمات الهيكل المزعوم، التي تروج بشكل علني لفكرة محو المسجد الأقصى من الوجود في الأراضي المقدسة، حتى وإن تطلب تحقيق ذلك سنوات عديدة من التمهيد والتحريض.
لذا، يحذر مرصد الأزهر بشدة من خطورة هذه التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك، مؤكدًا أن نشر هذا الفيديو التحريضي في هذا التوقيت الدقيق يحمل دلالات خطيرة، ويجسد النوايا المتطرفة للصـ-هـ-يونية الدينية التي تسير بخطوات متسارعة نحو تحقيق رؤيتها المدمرة، بدعم واضح من حكومة الاحتلال التي تسعى لإرضاء تيارات اليمين المتطرف على حساب مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
ويدعو مرصد الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية إلى تحمل المسؤولية التاريخية واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة والتدابير العاجلة لحماية المسجد الأقصى المبارك من عبث هؤلاء المتطرفين ومخططاتهم الإجرامية، مشددًا على أن المساس بالمقدسات الدينية سيؤدي إلى عواقب وخيمة ويهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.