عاجل

إعلان مفاجئ للهدنة وخرق سريع

انهيار «هدنة عيد القيامة» بين أوكرانيا وروسيا وتبادل القصف والاتهامات

قصف متبادل بين روسيا
قصف متبادل بين روسيا وأوكرانيا

في تطور مفاجئ على خط المواجهة “الأوكراني - الروسي”، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار بمناسبة “عيد الفصح”، يمتد من الساعة الرابعة عصرًا بتوقيت بريطانيا وحتى منتصف ليل الأحد بتوقيت موسكو، داعيًا كييف إلى الالتزام بالمثل، إلا أن الساعات الأولى من يوم الأحد شهدت تصعيدًا متبادلًا، لتتبدد آمال الهدنة سريعًا.

اتهامات متبادلة

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القوات الروسية بتنفيذ أكثر من 46 هجومًا منذ صباح الأحد، شملت قصفًا بالطائرات المُسيّرة والقذائف المدفعية، ورغم أن الأرقام لم يتم التحقق منها بشكل مستقل، إلا أن الرئيس الأوكراني وصف المبادرة الروسية بأنها “عرض علاقات عامة فارغ”، مؤكدًا أن موسكو تسعى فقط لإيهام العالم بوجود وقف لإطلاق النار.

من جانبها، زعمت وزارة الدفاع الروسية، أن قواتها التزمت بدقة بقرار وقف إطلاق النار، وأنها فقط تصدت لمحاولات هجوم أوكرانية متعددة، شملت إرسال مئات الطائرات المُسيّرة والقذائف نحو مواقع روسية، وفق ما نقلته وسائل إعلام رسمية روسية.

تشكيك شعبي من الطرفين

وأثارت الهدنة القصيرة شكوكًا واسعة لدى المدنيين في كلا الجانبين، ففي كييف، عبرت المحامية الأوكرانية أولينا بوبريتش عن استيائها قائلة: “لا أظن أن لهذا الرجل – بوتين – علاقة بالإنسانية”، بينما عبّر مواطن في دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية منذ عام 2014 عن عدم ثقته بالتزام زيلينسكي بالهدنة، مشيرًا إلى غياب أي تصريحات واضحة من كييف بهذا الشأن.

الخلفية والمآلات

يُذكر أن الحرب الروسية الأوكرانية اندلعت في 24 فبراير 2022، وأسفرت عن الكثير من القتلى والجرحى، معظمهم من العسكريين، وتأتي هذه التهدئة المفاجئة في وقت تشهد فيه جهود الوساطة الأمريكية تراجعًا ملحوظًا، بعد أن هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”الانسحاب” من جهود الوساطة إذا لم يتحقق تقدم ملموس خلال أيام.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يوم الجمعة، أن بلاده لن تواصل هذا المسار إلى أجل غير مسمى، وأن أمام الأطراف “أيامًا قليلة” لتحديد جدية المسار التفاوضي، وإلا “فسننتقل إلى أولويات أخرى”.

تساؤلات مفتوحة

في ظل الانهيار السريع لهدنة كان يُفترض أن تمنح المدنيين التقاط الأنفاس في عطلة دينية، يبقى السؤال الأهم: هل أصبح الحديث عن تهدئة أو حل دبلوماسي مجرد غطاء إعلامي في حرب طويلة الأمد؟.

تم نسخ الرابط