إيران تتمسك بالخط الأحمر النووي في محادثاتها غير المباشرة مع الولايات المتحدة

قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية، كاظم غريب آبادي، إن حق إيران في تخصيب اليورانيوم يمثل “خطًا أحمر” في المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة، مؤكدًا أن بلاده لن تتنازل عن هذا الحق ضمن أي تسوية تفاوضية.
وجاءت تصريحات غريب آبادي خلال جلسة مغلقة للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، وفقًا لما نقله النائب إبراهيم رضائي، المتحدث باسم اللجنة.
وقال رضائي إن غريب آبادي شدد على أن “رفع العقوبات يجب أن يكون حقيقيًا ويحقق فائدة اقتصادية ملموسة للشعب الإيراني، وليس مجرد إجراء رمزي أو شكلي”.
جولة محادثات في روما
التصريحات الإيرانية جاءت عقب الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، والتي جرت في العاصمة الإيطالية روما، بعد جولة أولى استضافتها العاصمة العمانية مسقط. وتتم هذه المحادثات بوساطة عمانية وتهدف إلى كسر الجمود في ملف إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
ورغم عدم وجود لقاءات مباشرة بين الجانبين، فإن هذه الجولات تعكس مؤشرات أولية على محاولة الطرفين التوصل إلى تفاهمات جديدة، وسط ضغوط داخلية وخارجية متزايدة على الحكومة الإيرانية والإدارة الأمريكية على حد سواء.
مفاوضات معقدة
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الملف النووي الإيراني حالة من الجمود منذ تعثر محادثات فيينا العام الماضي. وقد أكد غريب آبادي في تصريحاته أن “إيران لا تتفاوض تحت الضغط”، في إشارة إلى استمرار العقوبات الأمريكية، والقيود المفروضة على الاقتصاد الإيراني.
وتطالب طهران بضمانات أمريكية بعدم الانسحاب مجددًا من أي اتفاق جديد، فضلًا عن آلية تحقق تضمن رفعًا فعليًا للعقوبات، وليس فقط إلغاءً على الورق.
موقف إيران ومطالبها
تحرص إيران على التأكيد بأن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، وترفض أي شروط تمس سيادتها الوطنية، خصوصًا ما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. ويُعد هذا الموضوع من أبرز نقاط الخلاف مع القوى الغربية، التي تطالب طهران بتقليص أنشطتها النووية بشكل يمكن التحقق منه دوليًا.
وفي ظل استمرار التباعد بين مواقف الجانبين، يبقى السؤال المطروح: هل تنجح الوساطات الإقليمية والدولية في دفع طهران وواشنطن نحو اتفاق جديد، أم أن تعقيدات الملف النووي ستبقي باب التصعيد مفتوحًا