عاجل

الجيرة مع أمريكا أفسدتها السياسة

كندا ليست للبيع.. ترامب أفسد «الود» بين الأمريكيين وأقرب جيرانهم

قبعتين تحملان عبارتي
قبعتين تحملان عبارتي «كندا ليست للبيع» و«51» مشطوب عليها

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وعد بإعادة رسم معالم السياسة الأمريكية، قد رسم كذلك حدودًا جديدة بين كندا وأمريكا، وهو اختبار حقيقي لصمود العلاقات بين دولتين جمعتهما المصالح والثقافة لعقود، وفرّقتهما التصريحات والرسوم في لحظات.

وفي تقرير نشرته مجلة «Politico»، وصف أن الحدود بين الولايات المتحدة وكندا مثّلت أكثر من مجرد خط جغرافي، بل كانت رمزًا للتكامل والانسجام، إلا أن سياسات الرئيس ترامب، الخاصة بفرض الرسوم الجمركية على واردات كندية، قلبت المشهد رأسًا على عقب، ما أدى إلى توتر غير مسبوق في العلاقات الثنائية، ليس فقط على المستوى الرسمي، بل بين الناس أنفسهم.

من الإعجاب إلى الغضب

جيم ديوداتي، عمدة مدينة نياجرا فولز الكندية، كان في السابق من المعجبين بشخصية ترامب، حتى أنه اقتنى كتابه الشهير «فن الصفقة» في الثمانينيات، لكن إعجابه تبدد سريعًا بعد تولي ترامب الحكم، خاصة عقب التصريحات المهينة بحق كندا، ووصفها بـ«الولاية الـ51»، وفرض رسوم جمركية مؤلمة.

اليوم، يضع ديوداتي في مكتبه قبعتين تحملان عبارتي «كندا ليست للبيع» و«51» مشطوب عليها، في تعبير رمزي عن رفضه القاطع لمحاولات التقليل من شأن بلاده.

علاقات شخصية على المحك

الانعكاسات لم تقف عند حدود الاقتصاد أو السياسة، بل طالت العلاقات الشخصية، مثل الصداقة الممتدة منذ 25 عامًا بين ديوداتي وصديقه الأمريكي كريس غريكو من مدينة بوفالو، رغم قرب المسافة بينهما، والذكريات المشتركة، إلا أن اللقاءات أصبحت نادرة، وأحاديثهما تتجنب السياسة.

ويقول غريكو: «الكثير فقدوا أصدقاءهم وأقاربهم بسبب هذه الانقسامات».

اقتصادان على طرفي نقيض

بينما تشهد نياجرا الكندية ازدهارًا في السياحة والهجرة والنمو السكاني، تعاني نياجرا الأمريكية من تراجع اقتصادي وهجرة سكانية مستمرة. هذه المفارقة الاقتصادية عمقت شعور الكنديين بأن علاقتهم بجيرانهم لم تعد عادلة أو متوازنة.

من الاندماج إلى الحذر

كان سكان المدن الحدودية يعبرون إلى الطرف الآخر من دون تفكير، للتسوق أو العمل أو مجرد التنزه. لكن اليوم، أصبح الكنديون أكثر حذرًا وترددًا، وبعضهم يعلن صراحة مقاطعته للمنتجات الأمريكية.

تساؤلات حول المستقبل

العمدة ديوداتي، الذي فاز بفترة رابعة على رأس المدينة، يرى أن العلاقة الكندية الأمريكية تمر بمرحلة علاجية، ويتساءل: «هل سننجح في تجاوز هذه الأزمة مثلما تتجاوز العلاقات الزوجية أزماتها، أم أن الانقسام سيكون دائمًا؟».

تم نسخ الرابط