تصاعد الغضب الطلابي في الذكرى الأولى لاعتقال رئيس بلدية إسطنبول
مواجهات عنيفة في إسطنبول بسبب احتجاجات طلابية ودعم لفلسطين

شهدت مدينة إسطنبول تظاهرات طلابية حاشدة تحولت إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، على خلفية استمرار توقيف رئيس بلدية المدينة، أكرم إمام أوغلو، وقرارات منع التظاهر دعماً لفلسطين. حيث تجمع مئات الطلاب في ساحة "بايزيد" أمام حرم جامعة إسطنبول، في محاولة لتنظيم مسيرة نحو مبنى البلدية في ساحة "ساراتشهانه"، الذي أصبح رمزاً للاحتجاجات منذ اعتقال إمام أوغلو قبل نحو شهر، على خلفية اتهامات تتعلق بالفساد الإداري.
ورغم الطوق الأمني المشدد، استمرت التظاهرات حتى ساعة متأخرة من الليل، وردد خلالها الطلاب شعارات تطالب بالحرية والعدالة، بينما أغلقت الشرطة المداخل والمخارج ومنعت تقدم المتظاهرين، ملوّحة بالاعتقال لكل من يتجاوز الحواجز الأمنية. وأسفرت المواجهات عن إصابات واحتجاز عدد من المحتجين.
بيان طلابي يدين القمع ويدعو للإفراج عن إمام أوغلو
وفي ختام التظاهرة، أصدر الطلاب بياناً شددوا فيه على أن تحركاتهم تمثل «صوت المظلومين والمحرومين»، مطالبين بالإفراج الفوري عن إمام أوغلو وكافة الموقوفين على خلفية سياسية، وعودة البلديات المنتخبة التي تم تعيين أوصياء عليها إلى مسؤوليها المنتخبين.
كما تضمن البيان دعوة إلى إلغاء قرارات مجلس التعليم العالي بإبطال شهادات جامعية لعدد من الأساتذة، وإعادة المعلمين المفصولين، وسحب مشاريع القوانين التي وصفها الطلاب بأنها تقيد الحريات وتكرس الرقابة المجتمعية، أبرزها مشروع قانون «حماية القيم الأخلاقية» الذي قدمه حزب «هدى بار»، حليف حزب العدالة والتنمية.
مسيرة تضامن مع غزة تغلق ميدان تقسيم
في سياق متصل، اندلعت صدامات أخرى مساء السبت - الأحد، حينما حاول حزب الشعب الجمهوري تنظيم مسيرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت عنوان "لا للإبادة الجماعية في غزة"، انطلقت من نفق "بي أوغلو" باتجاه ميدان تقسيم. قابلت الشرطة المسيرة بانتشار مكثف وأغلقت مداخل الميدان، ما أدى إلى اشتباكات وإصابة عدد من المتظاهرين.
ردود سياسية متباينة بين المعارضة والحكومة
رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، اعتبر في منشور على منصة «إكس» أن ما حدث يعكس «نفاق السلطات»، متّهماً الأمن بمنع مسيرات دعم فلسطين بينما يتغاضى عن فعاليات أخرى ذات طابع رسمي أو موالٍ للحكومة، حيث تعهد الحزب بمواصلة فضح ما سماه «التناقضات الحكومية أمام الشعب التركي».
ردود سياسية متباينة
رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، انتقد في منشور له على منصة "إكس" ما وصفه بـ "نفاق السلطات"، متهمًا الأمن بمنع مسيرات دعم فلسطين بينما يتغاضى عن فعاليات أخرى ذات طابع رسمي أو موالٍ للحكومة. وأضاف أن الحزب سيواصل فضح ما سماه "التناقضات الحكومية أمام الشعب التركي".
يأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه الضغوط على المعارضة التركية، لا سيما بعد سلسلة من الإجراءات التي طالت قيادات محلية منتخبة، وتحذيرات دولية بشأن تراجع الحريات في البلاد. وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية المرتبطة بالعدوان على غزة، تجد الحكومة التركية نفسها في مواجهة غضب داخلي متعدد الأطياف، يجمع بين مؤيدي إمام أوغلو وأنصار القضية الفلسطينية.